22 من ذي الحجة 242هـ ـ 24 أبريل 857م
مفكرة الإسلام : قاضي القضاة، الفقيه العلاَّمة أبو محمد يحيى بن أكثم التميمي المروزي، وُلد في خلافة المهدي العباسي وسمع الحديث صغيرًا من ابن المبارك وسفيان بن عيينة وغيرهما، وله رحلة في طلب الحديث، وروى عنه الترمذي والبخاري وأبو حاتم وآخرون، وكان من أئمة الاجتهاد وله تصانيف أهمها كتاب «التنبيه»، وكان واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن المناظرة، ويقال إنه من ولد أكثم بن صفي الخطيب الشهير.
ولكثرة فضائله قرَّبه المأمون العباسي وعهد إليه بمنصب قاضي القضاة، فغلب يحيى على المأمون حتى لم يتقدمه عنده أحد، واستطاع يحيى أن يخفف من الآثار الضارة التي كان يتركها قاضي المحنة أحمد بن داود على الخليفة المأمون، وأن يصحح القرارات الخاطئة التي كان يأخذها المأمون مثل قرار إباحة نكاح المتعة وبعض شعائر الرافضة فقد أقنع المأمون بخطأ هذه الأمور ومخالفتها للشرع حتى رجع عنها.
ولقد تعرض يحيى بن أكثم للرمي بالشناعات والأمور الباطلة والبدع الغليظة وهو منها براء، فلقد نسبوه للاعتزال بسبب منزلته عند المأمون على الرغم من أن يحيى كان من أئمة السنة وقال: «القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه».
ورموه بسرقة الحديث ووضعه، وكيف ذلك وقد روى عنه الترمذي والبخاري، وقال عنه أحمد بن حنبل: «ما عرفناه ببدعة»، وأنكر بشدة على من يقول ذلك.
ولو صح ذلك عنه ما صار في رتبة قاضي القضاة وأحد أئمة العلم.
وقد مات في 22 من ذي الحجة سنة 242هـ بعدما جاوز الثمانين