هو السلطان العثماني الثلاثون في ترتيب خلفاء الدولة العثمانية، ولد محمود الثاني سنة 1199هـ وتسلم الخلافة سنة 1223هـ وهو في الرابعة والعشرين، وكان محجورًا عليه خلال مدة حكم أخيه السلطان مصطفى الرابع، فاستفاد من صحبة السلطان الذي قبله سليم الثالث، وتعلم منه كيفية إدارة شئون البلاد وخطط الإصلاح، فلما تولى الخلافة استطاع أن يناور خصومه ويحقق أهدافه معتمدًا على ذكائه وعزيمته وصبره الطويل، وقد وقعت في عهده أحداث جسام عطلت خطط الإصلاح التي كان ينويها هذا الرجل، من هذه الأحداث:
الحرب ضد روسيا التي كانت في حالة حرب دائمة مع العثمانيين ولكن هذه الحرب لم تطل كثيرًا بسبب هجوم نابليون على روسيا.
الثورات العاتية التي قامت في بلاد الصرب والجبل الأسود ثم في بلاد اليونان.
القتال الذي حصل في جزيرة العرب ضد الدعوة السلفية المباركة هناك، وذلك بتحريض من الدول الأوروبية التي خافت من ظهور قوة إسلامية تعيد العافية لجسد الخلافة الواهي، والغدر المشين الذي فعله محمود الثاني مع الأمير عبد الله بن سعود، بعد أن وافق الأخير على الصلح.
التحالف الصليبـي المكون من روسيا وإنجلترا وفرنسا والتهديد بالحرب ثم ضرب الأسطول المصري والعثماني في نوارين باليونان وإغراقه تمامًا، وما أعقب ذلك من تجدد القتال مع روسيا وذلك سنة 1244هـ.
إلغاء نظام الإنكشارية بعد عهود من الفساد والانحلال والتدخل في شئون الحكم وقد أصبحوا عبئًا كبيرًا على الإسلام والمسلمين وذلك سنة 1240هـ.
قيام فرنسا باحتلال الجزائر متذرعة بحجة واهية وذلك سنة 1245هـ.
هجوم محمد علي باشا والي مصر على بلاد الشام طمعًا في توسيع أملاكه، ووصول جيوشه حتى حدود الأستانة والرجة العالمية التي وقعت نتيجة هذه الحملة، وتوقيع معاهدة لوتاهية سنة 1248هـ مع محمد علي باشا، ثم معاهدة «خونكار اسكله سي» مع روسيا، وكلها أحداث ضخمة غيرت طريق الخلافة وجعلت نهايتها ماثلة أمام الأعين، وقد توفي السلطان محمود الثاني في 19 ربيع الآخر 1255 هـ ـ 2 يوليو 1839م وهو لا يعلم ما انتهى إليه القتال في معركة «نزيب» ولعله لو علم لمات بحسرته من الهزيمة المروعة التي نالها العثمانيون فيها.