مفكرة الإسلام : مؤسس الدولة الإخشيدية التي حكمت مصر أكثر من ثلاثين سنة، الملك صاحب مصر والشام أبو بكر محمد بن طُغج بن جُفَّ بن خاقان الفرغاني التركي، والإخشيد كلمة تركية تطلق كلقب على ملوك فرغانة في بلاد ما وراء النهر «في تركستان»، كان أبوه طغج من كبار قواد الأمير خمارويه بن أحمد بن طولون، ولقد سجن ظلمًا في بغداد هو وولده محمد هذا، فمات طغج في السجن ثم أطلق سراح محمد فعاد إلى مصر واستقر بها.
وفي سنة 323هـ عيَّن الخليفة العباسي «الراضي بالله» محمد بن طغج واليًا على مصر وذلك إثر نجاحه في صد هجوم الفاطميين على مصر، وكان الإخشيد بطلاً شجاعًا حازمًا يقظًا مهيبًا ساعدته الأقدار لأن يثبت أقدامه في مصر والشام، فاتخذ لنفسه جيشًا قويًا وحراسة خاصة من صفوة الجند وأنشأ دارًا للصناعة بساحل الفسطاط وأخذ البيعة من الناس لابنه من بعده «أنو جور» ووثق علاقته بالخلافة العباسية، حتى أنه لما توترت العلاقة بين الخليفة العباسي «المتقي لله» وبين قادة جيشه، كتب الخليفة إلى الإخشيد يستنجد به ويستدعيه إليه، ثم خرج للقائه بالشام، وبالرقة التقى الإخشيد مع الخليفة وعرض عليه السير معه إلى مصر ونقل مقر الخلافة هناك ولكنه رفض.
وقد تصدى الإخشيد لمحاولات الحمدانيين ومحمد بن رائق للاستيلاء على الشام وهزمهم عدة مرات، وكانت دولة الإخشيد ذات سمت إسلامي واضح، يغلب التدين على محمد بن طغج وبلاطه زاخرًا بالعلماء والأدباء، وهو يحرص على حضور ختمات القرآن خصوصًا في رمضان، وبالجملة كانت أيامه في حكم مصر والشام أيام سعادة ورخاء واستقرار أحوال، وقد توفي بدمشق في 21 من ذي الحجة سنة 334هـ عن 66 سنة، فحمل إلى بيت المقدس حيث دفن هناك