مابين قطفة من العسل وكأس من الخمر
وضحكات في الهواء طلقاء تمزق ضلوع قلبي
جلست بجانبي فتاه لونها خمري
ممشوقة القوام تلقى بظلالها على صدري
شعرها الأسود يسبح ويلاعب الهواء
فتتمايل له الأغصان والأشجار كالغجري
حدثتها عن الهيام عن ليلى وقمري
فقالت لي بسخرية أنت لن تمتلك مهري
فبكل مقدورك أن تظل تحلم
بأن تلمس خصلة من شعري
فسوف تظل وحيدا دائما
مسنود بعود على دهري
فحبك لن يفيدني نشئ فأنا رميه من قدري
ألقى بنفسي للمتع فخذ ما شئت من جسدي
فالحياة عندي ظلاما وليلا بلا فجرا
ذبلت على الأغصان زهرة شبابي
واختفى من السماء بدري ونجمي
رماني للطريق بؤسا فهذا من سلك دربي
فالثلج يكاد يكسو اجزائى
فأنا بلا أحساس بلا روح بلا قلبي
فأنا فداء للذة كالقلم ينقش على صخري
فحياتي سراب كالصفحات تقطع من ورقى
تحرك منى الماضي تحاول زحزحت حجري
فاليأس طريقي دائما مرسوما على أترى
فالزمان غدر بي والسواد يحجب نور نظري
فأيامي تمر دوما كالسهم يخترق وترى
كأني في طريق طويل أشرب من سماء مطري
سأكمله وحدي فقد تاهت فيه خطوات قدمي
فأرؤسنا للريح تنحني والأوراق تتساقط من شجري
هل عليها الضعف والجفاف فلم أخذ في الدنيا حذري
لأكتب على الحب أسمى فتلاشى عنه خطى
فأمواج البحر عاتية أبعدت طوق النجاة عن شطي
فالدنيا عندي قصيرة كخط منقوش على ظهري
فأنا داخل متاهة الزمن فقد تخلى عنى حظي
فأنا لليل نجما ضاعت أحلامه فمن منا يدرى؟
أين طريقة؟ فنرسى على الشوك فهذا من خطئي
فتركتها ومضيت في طريقي وحيدا
أبحث في الدنيا كي يتجدد في الحياة أملى