إن طبيعة شهر رمضان الكريم، الذي يحل هذا العام في فصل الصيف وما يتميز به من حرارة شديدة، تتسبب في حدوث تأثيرات سلوكية ونفسية لكثير من الناس، وهو ما يؤثر بدرجة كبيرة على الصحة العامة، مع ما يرافق ذلك من أمراض الصيف الشائعة. ولنوعية الأطعمة التي نأكلها خلال هذه الفترة دور كبير في ظهور هذه التغييرات الصحية والنفسية.
تقول المتخصصة مي الخليوي، متخصصة تغذية علاجية بمستشفى الملك فهد في جدة: «يجب علينا أن نستثمر هذا الشهر الفضيل لتنظيف أجسامنا من تراكمات السنة الماضية من المواد الدهنية والسكرية الزائدة وإراحة المعدة من المواد الصعبة الهضم والامتصاص. كما يستحسن التقليل من استهلاك المشروبات الغازية وتناول اللحوم بشكل عام، أو حتى الابتعاد عنها خاصة أننا في فصل الصيف. ويمكن استبدال كثرة تناول الخضراوات المطبوخة بالبخار أو الماء بدلا من الزيت باستهلاك اللحوم، كما ينصح بتناول جميع أنواع الخبز والأطعمة المعدة من الحبوب غير المطحونة أو المقشرة (كالقمح - والأرز)، واللجوء إلى عصائر الفواكه الطبيعية الباردة بدلا من الآيس كريم والمشروبات الغازية».
وعموما يفضل اختيار المأكولات الخفيفة وعدم الإكثار من الأطعمة الدسمة التي تولد الحرارة فتضاف إلى حرارة الجو فيزداد إفراز العرق، وتنتشر أمراض سوء الهضم.
معلومات خاطئة
تنتشر بين العامة كثير من العادات التي تتعلق بالطعام والشراب في رمضان وفصل الصيف، إلا أن معظمها يعتبر خاطئا من الوجهة العلمية. ومن ذلك، الاعتقاد بأن المرطبات الباردة تخفف عن الجسم حرارة الصيف، وهو اعتقاد خاطئ لأن المفعول التبريدي لهذه المشروبات قصير الأمد، بينما تبقى آثارها الرافعة لحرارة الجسم مدة طويلة، وخاصة أنها تحتوي على مواد دهنية وسكرية تنتج الحرارة باحتراقها داخل الجسم.
وهناك اعتقاد خاطئ آخر حول الإكثار من أكل البوظة (الآيس كريم) والمشروبات الغازية بغرض تبريد الجسم والتخفيف من وطأة الحر، فعلى الرغم من لذة الآيس كريم والشعور المنعش الذي يلي تناوله، فهو مصنف من ضمن المأكولات التي تدخل في تركيبها مواد كيميائية للحفظ وإضافة النكهات وغيرها.
أكلات صيفية لرمضان
· الأكلات البحرية تعتبر أفضل الوجبات صيفا.
· أطباق الأرز الحلوة من دون زيوت وصلصات حارة مثل (الأرز باللبن بنكهة ماء الورد - الأرز بالزعفران والقرفة - الكسكسي الحلو(
· ساندويتشات متنوعة من اللحوم الباردة المدخنة أو الأجبان.
· سلطة الخضراوات الطازجة بجميع أنواعها.
· الفواكه الصيفية مثل (البطيخ - العنب - الشمام)، فهي تحتوي على نسبة عالية من الماء مما يساعد على ترطيب جسم الإنسان أثناء الصيام وتخفيف حرارة الصيف.
· تناول حلويات تزيد من برودة الجسم مثل (الجلي - الكريم كراميل - الكسترد – المهلبية(
· الوقاية من الجفاف وإليكم عدد من النصائح لفئتي الصغار وكبار السن للوقاية من الجفاف. حيث يصاب الأطفال صغار السن مثلهم مثل كبار السن بحالة جفاف في مثل هذه الأيام لكثرة حركة الصغار واللعب في الأماكن المكشوفة المعرضة لحرارة الشمس، أما كبار السن فيعانون عادة من قلة الشهية للطعام صيفا مما يحرمهم من جزء مهم من السوائل التي يحصلون عليها من الطعام، فيصابون بالجفاف. ولذا ينصح أفراد هاتين الفئتين من الناس بالتالي:
o أخذ كميات كافية من السوائل لحاجة الجسم، وذلك بشرب ما مقداره لتر ونصف اللتر من السوائل، وإذا كان أكل الشخص قليلا فعليه أن يأخذ لترين من السوائل لتعويض جزء الماء الذي يحصل عليه الجسم عن طريق الغذاء، وسوء التغذية يساعد أو يمهد لحدوث الجفاف.
· التغذية ضرورية لجميع الفئات العمرية، وخاصة لكبار السن في حالة ارتفاع درجة الحرارة، لذلك يجب تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الماء (كالبطيخ الأصفر - الخيار - الطماطم)، ويجب تناول الشوربة الخفيفة مع قليل من الملح.
· في كثير من الأحيان يحتاج كبار السن إلى إضافة بعض المكملات الغذائية الضرورية في تغذيتهم التي تساعد أجسامهم على طرح الشوائب، كبعض الفيتامينات مثل «إي، وسي» والأملاح المعدنية مثل (زنك - سيلينيوم) وأنواع الأغذية مثل (زيت الزيتون، والحبوب، والخضار(
· يؤكد متخصصو التغذية على أهمية أن ينظم الشخص حياته وأن يهتم باختيار الغذاء المناسب والصحي في كل فصل من فصول السنة حتى يحمي نفسه بشكل كبير من الأمراض الموسمية. ويؤكد خبراء التغذية أن هناك أطعمة مغذية قد تحمي من أمراض خطيرة عن طريق تقوية مناعة الجسم وتحسين أسلوب الحياة.
· ومن الأغذية المفيدة التي ينصح باستهلاكها في فصل الصيف: التوت الأزرق، والتوت البري، والمانجو، والكيوي، والجزر، والبروكلي، واللوز غير المملح، والطماطم، والخضراوات الورقية كالسبانخ واللفت، واللبن.