التفاؤل.. ميزة دينية وانسانية يمكن اكتسابها في رمضان .. ماذا يقدم صيام رمضان المبارك للانسان ..؟
سؤال طرحة عديد من البسطاء وكما هي أمور الحياة والدين والعلاقات الانسانية كافة، يمكننا تعلم السعادة ونقلها إلى الآخرين وذلك بتعلم الصبر من ايام الصيام المتتالية في شهر رمضان وغيره من المناسبات.
. لكن لا بدّ من التحلي بالصبر والإرادة القوية أمام الأخطاء المتوقعة, هذه العملية قد تمتدّ طويلاً ويمكن نقلها إلى أولادنا, لا داعي إذاً إلى استنزاف طاقتنا في تجنب السعادة، بل يجب التنعم بالحياة في جميع لحظاتها بما في ذلك لحظات العبادة والصيام يحمل اجملها.
يختار الإنسان أحياناً عيش حياة لا تناسبه أو لا تليق به، فيضطرّ إلى السقوط والنهوض مراراً وتكراراً لأنه يصادف مصاعب كثيرة تمنعه من تحقيق أهدافه. قبل الانغماس في مشاكل الحياة، يجب البدء بالاسترخاء والتفكير بالرغبات الحقيقية الكامنة في أعماقنا.
من المعروف أن السعادة صعبة التحقيق، فيما قد يتسلل الحزن بسهولة إلى النفس. لذا قد نختار الطريق الأسهل وننغمس في مشاغل الحياة اليومية ونقع في فخ التشاؤم، فتنقلب الأمور ضدنا. لا شك في أنّ السعادة تستلزم بذل جهود كثيرة. الهدف واضح لكنّ الطريق إليه طويل.
الحياة تتلون بالألوان التي تختارها
ينعكس تفكيرك الداخلي على حياتك الخارجية، أي أنّ الحياة تتلون بالألوان التي تختارها بنفسك. باختصار، إذا كنت متشائمة، سيبدو لك العالم مظلماً. يعاني مرضى الأعصاب من الأوهام السوداوية التي تجعل جميع الأمور سلبية في نظرهم. يسيء هؤلاء في نظرتهم إلى الحياة، فيستمرون بالتساؤل عن سبب تعاستهم وسرعان ما تمتلئ حياتهم بالهموم.
السعادة ليست في الخارج!
ماذا لو تبيّن أنّ المعنى الذي أعطيناه لحياتنا كان مجرد وهم؟ .
ماذا لو كانت حياتك تفتقر إلى المعنى الحقيقي؟.
هل سترفضين في هذه الحالة مفهوم السعادة من أصله؟.
في الواقع، يحقق الصيام لما يملكه الإنسان من موارد نفسية أخرى, يتكلم بعض علماء النفس عن الفرق بين الوهم والأمل. مهما اشتدت الظروف، لكلّ أمر إيجابياته حتى لو كان سلبياً في ظاهره. قد يقرر المرء اعتبار جميع الأمور إيجابية تجنباً لفقدان الأمل أو الغرق في دوامة من التعاسة، والقلب يمتلئ بالرجاء والأمل لمجرد محاولة تحقيق الأهداف وتخطي العقبات. باختصار، يكفي الإيمان بالسعادة للحصول عليها.
تعليم السعادة إلى أولادنا
يعمد الطفل إلى تقليد ما يراه وما يسمعه، لذا يجب أن يعيش تجارب غنية وكثيرة. من هنا تبرز أهمية التربية الصالحة التي تعلّم الطفل التعبير عن مشاعره حتى لو كانت سلبية. والطفل هو وليد ما يتعلمه، فهو يتفوه بالكلمات الأولى من خلال تكرار الأصوات التي يسمعها. لذا يجب أن يتنبه الأهل جيداً لأسلوب التربية الذي يعتمدونه. لا داعي لكبح تصرفاته وتعزيز المخاوف لديه، بل يجب اعتماد قواعد تسمح له برؤية الناحية الإيجابية من الحياة. يكفي قلب الصفحة السوداء والمضيّ قدماً.
رأي الخبراء
ما هو الدور الذي تؤديه الرحلة التي نخوضها في سعينا إلى السعادة؟
قد تساعدنا هذه الرحلة في تحقيق السعادة بطرق مختلفة: فهي تغذّي رغبتنا في تلقّف كل ما هو جديد، ما يعطينا مزاجاً جيداً عاماً، ويعيد شيئاً من الشباب إلى روحنا، ويحررنا من الضغوط اليومية، ويُبعدنا ولو موقتاً عن مشاكل لا نستطيع حلها. كذلك، تساهم هذه الرحلة في إعطائنا فرصة لاكتشاف مزايا لا نستعملها في حياتنا اليومية، ودفعنا إلى إعادة النظر في وضعنا الشخصي، ورؤية أيامنا بإيجابية أكبر. على صعيد آخر، يجب التعاطي بإيجابية مع الآخرين، لا سيما حين نفكّر بوجود أفراد يعيشون مأساة حقيقية في أنحاء أخرى من العالم. هكذا، يمكننا تخطي العقبات وتحقيق الأهداف لكن بطريقتنا الخاصة. بالتالي اكتشاف متعة الحياة والتعرف إلى الذات. إنها السعادة بحد ذاتها!
هل تقدير الذات هو مصدر السعادة الحقيقية؟
تقدير الذات ميزة حقيقية لأنه يساهم في تحسين الطريقة التي نعتمدها لمواجهة مصاعب الحياة والاقتناع بأننا نستحق السعادة، ما يزيد فرص الحصول عليها. لكنّ المبالغة في تقدير الذات قد تؤدي إلى تحديد طموحات غير واقعية. بالتالي تذوّق الفشل بدل السعادة. في المقابل، قد يجد من يعاني ضعفاً في احترامه لنفسه السعادة من خلال التواجد في بيئة تناسبه مع أشخاص يحبّونه: إنه مصدر حقيقي للسعادة. يقارن الخبراء تقدير الذات بالجمال، فهما قادران على تعزيز احتمال تحقيق السعادة تزامناً مع زيادة المجازفات.
لكنه يشعر بالرضى..اذا تعبد
أسوأ طريقة لإفساد السعادة هي إقامة مقارنة بين الأمور والأشخاص،أحياناً، تكمن السعادة في عدم تحليل الأمور أو فهمها بطريقة ميكانيكية او رقمية بحتة ، وهذا امر يحدث في حالة العبادة الصادقة بكل مفرداتها التي ترينا التفاؤل وتصلنا الى تحقيق السعادة الروحية , وتجعل لكل شخص طريقته في إيجاد السبل المناسبة إلى تحقيق سعادته في مرحلة معينة من حياته، وبشكل يتناسب مع شخصيته.