المنتدي الرسمي لكروان الشرق الحزين عماد عبد الحليم مطرب كل العصور
عزيزي الزائر لتدخل منتدى الكروان عماد عبد الحليم اضغط هنا للتسجيل
المنتدي الرسمي لكروان الشرق الحزين عماد عبد الحليم مطرب كل العصور
عزيزي الزائر لتدخل منتدى الكروان عماد عبد الحليم اضغط هنا للتسجيل
المنتدي الرسمي لكروان الشرق الحزين عماد عبد الحليم مطرب كل العصور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنتدي الرسمي لكروان الشرق الحزين عماد عبد الحليم مطرب كل العصور


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

تم بفضل الله تعالي انشاء تحديات شاملة لتطوبر المنتدي شكلا ومضمونا متمشبا مع منتدبات الالفي بي هذا وكان اختيار الاستايل فلاشي احترافي سالين المولي عز وجل ان يتقبله منا خالصا لوجهه الكريم انه مجيب سميع :اهلا وسلهلا بكل اعضاء المنتدي الكرام : :الادارة /:عاشقة العماد:

نتيجة بحث الصور عن رمضان كريم متحركةنتيجة بحث الصور عن رمضان كريم متحركةنتيجة بحث الصور عن رمضان كريم متحركة


لوحة الشـرف
القسم المتميز العضو المتميز المشرف المتميز الموضوع المتميز




المنتدى االاسلامي
صور الكروان عماد حليم
قسم وردة الجزائرية
الادارة/ عاشقة العماد
الادارة/عماد حليم

المشرف سمير محمود
المراقبة العامة /نهي

فديو عرفت الابتسامة
مسلسل وردة الجزائرية







.:: اعلانات الموقع ::.








دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» غدار طبع الهوى-- CD Quality من البوم منوعات موريفون
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالأحد يناير 24, 2021 3:52 am من طرف mohammadattia38

» نجاح سلام ,,القلب يعشق كل جميل,, حفله مصوره
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالجمعة يوليو 31, 2020 5:28 am من طرف سميرمحمود

» أفضل التطبيقات للأندرويد 2018
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالإثنين مايو 21, 2018 6:15 am من طرف 2Grand_net

» أفضل التطبيقات للأندرويد 2018
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالإثنين مايو 21, 2018 6:15 am من طرف 2Grand_net

» مبروك عليكم السنة الهجرية الجديدة كل سنة وانتم طيبين
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 22, 2017 4:50 am من طرف زائر

» كليب راجع لعماد عبد الحليم
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 07, 2017 5:19 am من طرف احمد شعلان

» حبيبى
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 07, 2017 5:16 am من طرف احمد شعلان

» كليب راجع الاصلى
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 05, 2017 4:46 am من طرف احمد شعلان

» اغنية راجع عماد عبدالحليم
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 04, 2017 4:30 pm من طرف احمد شعلان

» ردود جاهزه للترحيب بالاعضاء الجدد /متجدد
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالسبت يوليو 15, 2017 5:37 pm من طرف منارالعماد

» اهلا واوىسهلا abbas في منتدي كروان الشرق الحزين عماد عبد الحليم
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالسبت يوليو 15, 2017 4:50 pm من طرف منارالعماد

» اهلا واوىسهلا omda99 في منتدي كروان الشرق الحزين عماد عبد الحليم
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالسبت يوليو 15, 2017 4:47 pm من طرف منارالعماد

شعار المنتدى
جميع الحقوق محفوظة لدى
منتدى عشاق الفنان
عماد عبد الحليم
فتى النيل الاسمر
2009 - 2011 ©
copyright © 2009 - 2011
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 60 بتاريخ السبت ديسمبر 17, 2022 3:55 am
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
منارالعماد
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
noha
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
عماد حليم
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
سميرمحمود
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
لولا
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
HALIMLOVER
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
شموخ المغرب
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
محمد سيد
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
nona moon
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
وسيمة
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1266 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو 2Grand_net فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 36765 مساهمة في هذا المنتدى في 10198 موضوع
ساعة المنتدى


مساحة المنتدى الاعلانية
منتدى رابطة عشاق العندليب الاصلي
 
المواضيع الأكثر نشاطاً
مكتبة صور وتصميمات الكروان عماد عبد الحليم متجدد يوميا
مكتبة صور وتصميمات الكروان عماد عبد الحليم متجدد يوميا
سجل دخولك للمنتدي بالصلاة علي رسول الله صلي الله علية وسلم
سجل خروجك من المنتدي بدعاء كفارة المجلس
مكتبة صور وتصميمات الكروان عماد عبد الحليم متجدد يوميا
مع كل صباح ومساء ضع ما تتمناه من دعاء لله تعالي هناا/ ارجو التفاعل من الجميع
الاذكار للتذكار احاديث عن رَسول الله صلي الله صلي الله عليه وسلم
مسايقة الحروف للنوادر
المكتبة الكاملة للملاك الجميل الراحل عماد عبد الحليم ::
مسابقة : من الذي في الصورة ؟؟؟
المواضيع الأكثر شعبية
سجل دخولك للمنتدي بالصلاة علي رسول الله صلي الله علية وسلم
مسابقة الاغاني بالحروف/ نرجو من الجميع الاشتراك
مكتبة صور وتصميمات الكروان عماد عبد الحليم متجدد يوميا
مكتبة صور وتصميمات الكروان عماد عبد الحليم متجدد يوميا
سجل خروجك من المنتدي بدعاء كفارة المجلس
مع كل صباح ومساء ضع ما تتمناه من دعاء لله تعالي هناا/ ارجو التفاعل من الجميع
الاذكار للتذكار احاديث عن رَسول الله صلي الله صلي الله عليه وسلم
رحيل كروان الشرق عماد عبد الحليم بالتفصيل في جريده الاهرام
مسابقة : من الذي في الصورة ؟؟؟
هل سماع الاغانى حرام؟
أفضل 10 فاتحي مواضيع
منارالعماد
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
سميرمحمود
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
noha
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
عماد حليم
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
HALIMLOVER
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
محمد سيد
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
وسيمة
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
nona moon
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
محمود عبدالعزيز
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 
لولا
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_back_catd 

Facebook page
التحق بصفحة منتدى عشاق الفنان
عماد عبد الحليم
فتى النيل الاسمر
على


بيانات الزوار
free counters

 

 7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
منارالعماد
هبية امبراطورة الادارة
هبية امبراطورة الادارة
منارالعماد


البلد : المملكه العربيه السعوديه
العمل : متقاعدة
الجنس : انثى
الهوايات : الرسم والقراءة وسماع اغاني الكروان عماد عبد الحليم
المشاركات : 8420 السٌّمعَة : 48
تاريخ التسجيل : 13/08/2011

7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية Empty
مُساهمةموضوع: 7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية   7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالأحد يوليو 21, 2013 5:11 am




 - تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 آية 1-26 )
مكية
" المجلد الثالث من تيسير الرحمن في تفسير القرآن لجامعه الفقير إلى الله: عبد الرحمن بن ناصر السعدي."
المجلد الثالث من تفسير السعدي رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{ 1 - 7 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ * فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ }
يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم مبينا له عظمة القرآن: { كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ } أي: كتاب جليل حوى كل ما يحتاج إليه العباد، وجميع المطالب الإلهية، والمقاصد الشرعية، محكما مفصلا { فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ } أي: ضيق وشك واشتباه، بل لتعلم أنه تنزيل من حكيم حميد { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } وأنه أصدق الكلام فلينشرح له صدرك، ولتطمئن به نفسك، ولتصدع بأوامره ونواهيه، ولا تخش لائما ومعارضا.
{ لِتُنْذِرَ بِهِ } الخلق، فتعظهم وتذكرهم، فتقوم الحجة على المعاندين.
{ و } ليكون { َذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } كما قال تعالى: { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } يتذكرون به الصراط المستقيم، وأعماله الظاهرة والباطنة، وما يحول بين العبد، وبين سلوكه.
ثم خاطب اللّه العباد، وألفتهم إلى الكتاب فقال: { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } أي: الكتاب الذي أريد إنزاله لأجلكم، وهو: { مِنْ رَبِّكُمْ } الذي يريد أن يتم تربيته لكم، فأنزل عليكم هذا الكتاب الذي، إن اتبعتموه، كملت تربيتكم، وتمت عليكم النعمة، وهديتم لأحسن الأعمال والأخلاق ومعاليها { وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } أي: تتولونهم، وتتبعون أهواءهم، وتتركون لأجلها الحق.
{ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ } فلو تذكرتم وعرفتم المصلحة، لما آثرتم الضار على النافع، والعدو على الوليِّ.
ثم حذرهم عقوباته للأمم الذين كذبوا ما جاءتهم به رسلهم، لئلا يشابهوهم  فقال: { وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا } أي: عذابنا الشديد { بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } أي: في حين غفلتهم، وعلى غرتهم غافلون، لم يخطر الهلاك على قلوبهم. فحين جاءهم العذاب لم يدفعوه عن أنفسهم، ولا أغنت عنهم آلهتهم التي كانوا يرجونهم، ولا أنكروا ما كانوا يفعلونه من الظلم والمعاصي.
{ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } كما قال تعالى: { وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ }
وقوله: { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ } أي: لنسألن الأمم الذين أرسل اللّه إليهم المرسلين، عما أجابوا به رسلهم، { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ } الآيات.
{ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ } عن تبليغهم لرسالات ربهم، وعما أجابتهم به أممهم.
{ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ } أي: على الخلق كلهم ما عملوا { بِعِلْمٍ } منه تعالى لأعمالهم { وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ } في وقت من الأوقات، كما قال تعالى: { أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ } وقال تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ }
{ 8 - 9 } { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ }
ثم ذكر الجزاء على الأعمال، فقال: { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَظْلِمُونَ } أي: والوزن يوم القيامة يكون بالعدل والقسط، الذي لا جور فيه ولا ظلم بوجه.
{ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } بأن رجحت كفة حسناته على سيئاته { فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } أي: الناجون من المكروه، المدركون للمحبوب، الذين حصل لهم الربح العظيم، والسعادة الدائمة.
{ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } بأن رجحت سيئاته، وصار الحكم لها، { فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ } إذ فاتهم النعيم المقيم، وحصل لهم العذاب الأليم { بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } فلم ينقادوا لها كما يجب عليهم ذلك.
{ 10 } { وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ }
يقول تعالى ممتنا على عباده بذكر المسكن والمعيشة: { وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ } أي: هيأناها لكم، بحيث تتمكنون من البناء عليها وحرثها، ووجوه الانتفاع بها { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } مما يخرج من الأشجار والنبات، ومعادن الأرض، وأنواع الصنائع والتجارات، فإنه هو الذي هيأها، وسخر أسبابها.
{ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ } اللّه، الذي أنعم عليكم بأصناف النعم، وصرف عنكم النقم.
{ 11 - 15 } { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ }
يقول تعالى مخاطبا لبني آدم: { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ } بخلق أصلكم ومادتكم التي منها خرجتم: أبيكم آدم عليه السلام { ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ } في أحسن صورة، وأحسن تقويم، وعلمه الله تعالى ما به تكمل صورته الباطنة، أسماء كل شيء.
ثم أمر الملائكة الكرام أن يسجدوا لآدم، إكراما واحتراما، وإظهارا لفضله، فامتثلوا أمر ربهم، { فَسَجَدُوا } كلهم أجمعون { إِلَّا إِبْلِيسَ } أبى أن يسجد له، تكبرا عليه وإعجابا بنفسه.
فوبخه اللّه على ذلك وقال: { مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ } لما خلقت بيديَّ، أي: شرفته وفضلته بهذه الفضيلة، التي لم تكن لغيره، فعصيت أمري وتهاونت بي؟
{ قَالَ } إبليس معارضا لربه: { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ } ثم برهن على هذه الدعوى الباطلة بقوله: { خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }
وموجب هذا أن المخلوق من نار أفضل من المخلوق من طين لعلو النار على الطين وصعودها، وهذا القياس من أفسد الأقيسة، فإنه باطل من عدة أوجه:
منها: أنه في مقابلة أمر اللّه له بالسجود، والقياس إذا عارض النص، فإنه قياس باطل، لأن المقصود بالقياس، أن يكون الحكم الذي لم يأت فيه نص، يقارب الأمور المنصوص عليها، ويكون تابعا لها.
فأما قياس يعارضها، ويلزم من اعتباره إلغاءُ النصوص، فهذا القياس من أشنع الأقيسة.
ومنها: أن قوله: { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ } بمجردها كافية لنقص إبليس الخبيث. فإنه برهن على نقصه بإعجابه بنفسه وتكبره، والقول على اللّه بلا علم. وأي نقص أعظم من هذا؟"
ومنها: أنه كذب في تفضيل مادة النار على مادة الطين والتراب، فإن مادة الطين فيها الخشوع والسكون والرزانة، ومنها تظهر بركات الأرض من الأشجار وأنواع النبات، على اختلاف أجناسه وأنواعه، وأما النار ففيها الخفة والطيش والإحراق.
ولهذا لما جرى من إبليس ما جرى، انحط من مرتبته العالية إلى أسفل السافلين.
فقال اللّه له: { فَاهْبِطْ مِنْهَا } أي: من الجنة { فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا } لأنها دار الطيبين الطاهرين، فلا تليق بأخبث خلق اللّه وأشرهم.
{ فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ } أي: المهانين الأذلين، جزاء على كبره وعجبه بالإهانة والذل.
فلما أعلن عدو اللّه بعداوة اللّه، وعداوة آدم وذريته، سأل اللّهَ النَّظِرَةَ والإمهال إلى يوم البعث، ليتمكن من إغواء ما يقدر عليه من بني آدم.
ولما كانت حكمة اللّه مقتضية لابتلاء العباد واختبارهم، ليتبين الصادق من الكاذب، ومن يطيعه ومن يطيع عدوه، أجابه لما سأل، فقال: { إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ }
{ 16 - 17 } { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }
أي: قال إبليس - لما أبلس وأيس من رحمة اللّه - { فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ } أي: للخلق { صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ } أي: لألزمن الصراط ولأسعى غاية جهدي على صد الناس عنه وعدم سلوكهم إياه.
{ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ } أي: من جميع الجهات والجوانب، ومن كل طريق يتمكن فيه من إدراك بعض مقصوده فيهم.
ولما علم الخبيث أنهم ضعفاء قد تغلب الغفلة على كثير منهم، وكان جازما ببذل مجهوده على إغوائهم، ظن وصدق ظنه فقال: { وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } فإن القيام بالشكر من سلوك الصراط المستقيم، وهو يريد صدهم عنه، وعدم قيامهم به، قال تعالى: { إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }
وإنما نبهنا اللّه على ما قال وعزم على فعله، لنأخذ منه حذرنا ونستعد لعدونا، ونحترز منه بعلمنا، بالطريق التي يأتي منها، ومداخله التي ينفذ منها، فله تعالى علينا بذلك، أكمل نعمة.
{ 18 } { قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ }
أي: قال اللّه لإبليس لما قال ما قال: { اخْرُجْ مِنْهَا } خروج صغار واحتقار، لا خروج إكرام بل { مَذْءُومًا } أي: مذموما { مَدْحُورًا } مبعدا عن اللّه وعن رحمته وعن كل خير.
{ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ } منك وممن تبعك منهم { أَجْمَعِينَ } وهذا قسم منه تعالى، أن النار دار العصاة، لا بد أن يملأها من إبليس وأتباعه من الجن والإنس.
ثم حذر آدم شره وفتنته فقال: 
{
 19 - 23 } { وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

أي: أمر اللّه تعالى آدم وزوجته حواء، التي أنعم اللّه بها عليه ليسكن إليها، أن يأكلا من الجنة حيث شاءا ويتمتعا فيها بما أرادا، إلا أنه عين لهما شجرة، ونهاهما عن أكلها، واللّه أعلم ما هي، وليس في تعيينها فائدة لنا. وحرم عليهما أكلها، بدليل قوله: { فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ }
فلم يزالا ممتثلين لأمر اللّه، حتى تغلغل إليهما عدوهما إبليس بمكره، فوسوس لهما وسوسة خدعهما بها، وموه عليهما وقال: { مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ } أي: من جنس الملائكة { أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ } كما قال في الآية الأخرى: { هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى }
ومع قوله هذا أقسم لهما باللّه { إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ } أي: من جملة الناصحين حيث قلت لكما ما قلت، فاغترا بذلك، وغلبت الشهوة في تلك الحال على العقل.
{ فَدَلَّاهُمَا } أي: نزَّلهما عن رتبتهما العالية، التي هي البعد عن الذنوب والمعاصي إلى التلوث بأوضارها، فأقدما على أكلها.
{ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا } أي: ظهرت عورة كل منهما بعد ما كانت مستورة، فصار للعري الباطن من التقوى في هذه الحال أثر في اللباس الظاهر، حتى انخلع فظهرت عوراتهما، ولما ظهرت عوراتهما خَجِلا وجَعَلا يخصفان على عوراتهما من أوراق شجر الجنة، ليستترا بذلك.
{ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا } وهما بتلك الحال موبخا ومعاتبا: { أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ } فلم اقترفتما المنهي، وأطعتما عدوَّكُما؟
فحينئذ، من اللّه عليهما بالتوبة وقبولها، فاعترفا بالذنب، وسألا من اللّه مغفرته فقالا: { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } أي: قد فعلنا الذنب، الذي نهيتنا عنه، وضربنا بأنفسنا باقتراف الذنب، وقد فعلنا سبب الخسار إن لم تغفر لنا، بمحو أثر الذنب وعقوبته، وترحمنا بقبول التوبة والمعافاة من أمثال هذه الخطايا.
فغفر اللّه لهما ذلك { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى }
هذا وإبليس مستمر على طغيانه، غير مقلع عن عصيانه، فمن أشبه آدم بالاعتراف وسؤال المغفرة والندم والإقلاع - إذا صدرت منه الذنوب - اجتباه ربه وهداه.
ومن أشبه إبليس - إذا صدر منه الذنب، لا يزال يزداد من المعاصي - فإنه لا يزداد من اللّه إلا بعدا.
{ 25 - 26 } { قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ * يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }
أي: لما أهبط اللّه آدم وزوجته وذريتهما إلى الأرض، أخبرهما بحال إقامتهم فيها، وأنه جعل لهم فيها حياة يتلوها الموت، مشحونة بالامتحان والابتلاء، وأنهم لا يزالون فيها، يرسل إليهم رسله، وينزل عليهم كتبه، حتى يأتيهم الموت، فيدفنون فيها، ثم إذا استكملوا بعثهم اللّه وأخرجهم منها إلى الدار التي هي الدار حقيقة، التي هي دار المقامة.
ثم امتن عليهم بما يسر لهم من اللباس الضروري، واللباس الذي المقصود منه الجمال، وهكذا سائر الأشياء، كالطعام والشراب والمراكب، والمناكح ونحوها، قد يسر اللّه للعباد ضروريها، ومكمل ذلك، و[بين لهم]  أن هذا ليس مقصودا بالذات، وإنما أنزله اللّه ليكون معونة لهم على عبادته وطاعته، ولهذا قال: { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } من اللباس الحسي، فإن لباس التقوى يستمر مع العبد، ولا يبلى ولا يبيد، وهو جمال القلب والروح.
وأما اللباس الظاهري، فغايته أن يستر العورة الظاهرة، في وقت من الأوقات، أو يكون جمالا للإنسان، وليس وراء ذلك منه نفع.
وأيضا، فبتقدير عدم هذا اللباس، تنكشف عورته الظاهرة، التي لا يضره كشفها، مع الضرورة، وأما بتقدير عدم لباس التقوى، فإنها تنكشف عورته الباطنة، وينال الخزي والفضيحة.
وقوله: { ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي: ذلك المذكور لكم من اللباس، مما تذكرون به ما ينفعكم ويضركم وتشبهون  باللباس الظاهر على الباطن.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شموخ المغرب
المشرفة العامة للاقسام الاسلامي والترحيب والعام والادبي
المشرفة العامة للاقسام  الاسلامي  والترحيب والعام  والادبي
شموخ المغرب


البلد : maroc
العمل : sans
الجنس : انثى
الهوايات : musique
المشاركات : 1298 السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 27/11/2009

7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: 7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية   7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالأحد يوليو 21, 2013 12:59 pm

7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية Post-102912-1317848104
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عماد حليم
هيبة ملك الادارة
هيبة ملك الادارة
عماد حليم


البلد : السعوديه
العمل : مهندس معماري
الجنس : ذكر
الهوايات : الغناء والسباحة والقراءة وسماع اغاني كروان الغناء العربي عماد
المشاركات : 6120 السٌّمعَة : 32
تاريخ التسجيل : 25/02/2013

7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: 7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية   7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالأحد يوليو 21, 2013 9:24 pm

7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية 3b3c13581024681
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منارالعماد
هبية امبراطورة الادارة
هبية امبراطورة الادارة
منارالعماد


البلد : المملكه العربيه السعوديه
العمل : متقاعدة
الجنس : انثى
الهوايات : الرسم والقراءة وسماع اغاني الكروان عماد عبد الحليم
المشاركات : 8420 السٌّمعَة : 48
تاريخ التسجيل : 13/08/2011

7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: 7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية   7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 07, 2013 8:46 pm

7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية F468f7fdad
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
7- تفسير سورة الأعراف عدد آياتها 206 ( آية 1-26 ) مكية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 72- تفسير سورة الجن عدد آياتها 28 ( آية 1-28 ) وهي مكية
» 76- تفسير سورة الإنسان عدد آياتها 31 ( آية 1-31 ) وهي مكية
» 75- تفسير سورة القيامة عدد آياتها 40 ( آية 1-40 ) وهي مكية
» 6- تفسير سورة الأنعام عدد آياتها 165 ( آية 1-25 ) وهي مكية
» 56- تفسير سورة الواقعة عدد آياتها 96 ( آية 1-96 ) وهي مكية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدي الرسمي لكروان الشرق الحزين عماد عبد الحليم مطرب كل العصور :: منتدي الكروان عماد الاسلامي :: تفسير القران الكريم-
انتقل الى: