فانوس رمضان يثير خيال الأطفال

فانوس رمضان يثير خيال الأطفال

د. اميمة محمد عمور - «فانوس رمضان» بأشكاله المختلفة أحد اهم مظاهر الشهر الكريم المحببة لدى الصغار حيث يبدأ كل طفل بالتطلع لشراء فانوسه عند اقتراب الشهر الفضيل وبمجرد أن دخل الفانوس عالم الطفولة تحول من وظيفته الأصلية في الاضاءة ليلا ًالى مصدر من مصادر الإبتكار والابداع واللعب والتعلم في يدي أطفالنا .
وينصح خبراء الطفولة بان يصنع الطفل فانوسه بنفسه,بتشجيع من والديه وباستعمال الورق المقوى والالوان التي يحبها الطفل ,لانه يشكل فانوسه بما يتناسب مع شخصيته ,فالطفل يرغب في كل ما يثير خياله من فانوس او قصة او لوحة مما يزيد من تفاعله وسعادته وينمي قدراته ويشبع رغباته.
ويمكن أن يشكل الطفل فانوسه ويختار الألوان التي تدل على طرق وأساليب تفكيره ونمط تعلمه وميوله وقدراته، وعلى شخصيته بجميع جوانبها ، ولقد تناولت دراسات نفسيه اللون وتأثيره على الطفل, ويستطيع الآباء الاستفادة من مضامين تلك الدراسات في فهم شخصية الطفل حيث تبين أن إختيار الطفل للون الأحمر لأكثر من مرة,يدل على حيويته الزائدة وعلى نشاطه.
فيما يدل اللون الأصفر على قدرته على التفاعل مع الآخرين ومدى انفتاحه,لكن الإفراط في استخدامه يدل على توقه إلى التحرر من ضغوط داخلية.ويكشف اللون الأخضر عن مدى تقدير الطفل لذاته وتقديره للآخرين أما ميل الطفل إلى الأخضر الفاتح فيدل على توقه إلى الآخر بينما يكشف ميله إلى اللون الزيتي طبعه المنغلق,فيما يؤشراستخدامه للون الأزرق مراراً على طبعه الحساس وسعيه لاستيعاب حاجات الآخرين.أما ميله إلى اللون البنفسجي الذي هو مزيج من الأحمر والأزرق,فيكشف عن مشاعر متناقضة تجتاحه ,فهو يرغب في التواصل مع الآخر ليعود وينطوي على نفسه .فهو طفل قلق بينما يكشف اللون البرتقالي مدى رغبة الطفل في النجاح وحبه للحياة وانفتاحه على الآخر ,بينما المبالغة في تفضيل هذا اللون دليل على الميل إلى لفت الانتباه .
ويشترك اللونان البني والاسود بالتعبير عن طفل يعاني صعوبات في إيصال مشاعره إلى الآخرين بعكس اللون الزهري الذي يكشف عن طفل حنون ومسالم , متوازن نفسياً ومنسجم مع المحيطين.
فان شجعنا طفلنا على صناعة فانوسه, فانه يقدم لنا وللمحيطين به فرصة لمعرفته ولقبوله وللتعامل معه كما يجب فهو وسيلة من وسائل تطور مهارات الطفل لما تضمنه التجربة من عمليات فعلية متعددة تثري الخبرة العقلية جنبًا إلى جنب مع الخبرة الجمالية، ويصبح الأمر مميزا إذا ما ارتبط بتنمية ذكاء الطفل واثراء خبراته بكل ما ينفذه الطفل اثناء تشكيله لفانوسه من المفاهيم العينية التي تعكس تفاعل الطفل الإدراكي مع بيئته والتي يتضمن عمليات عقلية مثل الإدراك والتصميم والتجريد.، والتي تعد أحد أشكال بناء النفس في المجال المعرفي والعقلي والمزاجي والوجداني، فما يصنعه الطفل يعني الكثير بالنسبه له أو لمن يهتم به، فهو يستنطق من خلال اعماله كل ما يعتريه من آمال، ومخاوف، وأفكار، ومفاهيم؛ ولذا لا يكون اهتمامنا منصبًا على النواحي الجماليه، وإنما يتسع ليكشف الصلة بين خصائص النمو الفني ونواحي النمو الأخرى.فالطفل بما يمثله من حب استطلاع وخيال يمارس أنشطته بدون حدود، ويتعجب مما يراه البالغون عاديًا ومألوفًا، كما أنه يمارس أنشطته التعبيريه بطلاقة وتنوع ويتمتع بالمرونة في أنشطته الحرة؛ وهدفنا تشجيعه على استخدام أفكاره الذاتية من خلال ما يصنعة ويشكلة ،و بذا يصبح الفانوس جزء يسير مما يعلمة الأطفال للكبار من مظاهر الإبداع والإبتكار اضافة إلي تنمية روح التعاون والعمل الجماعي لديهم،ووسيلة للتعبير عن فرحهم وحبهم لشهر رمضان المبارك .

» التفاؤل.. ميزة دينية وانسانية يمكن اكتسابها في رمضان .. ماذا يقدم صيام رمضان المبارك للانسان ..؟
» غذائك فى صيف رمضان
» عشقتك مثل ما يعشق شعوري ضحكة الأطفال
» فى رمضان
» رمضان