عماد هو شقيق الملحن محمد علي سليمان (أبو أنغام)، وعليه فإن عماد عم أنغام، وقديما قال الكاتب الساخر حسام حازم: "عماد عبد الحليم هو عم أنغام لكنها في الغناء سته"، ومحبو أنغام مؤكد يعرفون أغنية "يا أرق وأغلى وأطيب قلب"، الأغنية التي سجلتها بصحبة أبيها وعمها، ويظهر في التسجيل صوت عماد: "الله يا نغم" بعد وصلة سلطنة في الكوبليه الأول للأغنية.
لعماد شقيق آخر مطرب هو محمود علي سليمان الذي لم يكتب له أن يتعرف الجمهور عليه رغم إصداره ألبومات من "صوت القاهرة". فضلا عن مصاهرة محمد علي سليمان للملحن السكندري فتحي خالد ملحن موال "طلعت فوق السطوح" لبدرية السيد.
كما نرى، فإن عماد ولد في تخت شرقي، فكان طبيعيا أن يبدأ مشواره طفلا صغيرا، يغني في الحفلات، لكن اللحظة التي عرفه فيها الجمهور كانت في الثالثة عشر، عندما قدم عبد الحليم حافظ المطرب الصبي للجمهور في حفلة خاصة، 1973، فأصبح اسمه "عماد عبد الحليم".
الروايات حول حقيقة تبني العندليب لعماد متضاربة، وهناك حملات صحفية جرت للتشكيك فيها، غير أن رواية أسرة عماد أن حليم سمع عماد في حفل بالإسكندرية، مسقط رأس عماد، فطلب من شقيقه الأكبر أن ينتقل عماد ليعيش مع حليم بالقاهرة، وأنه تبناه بالمعنى الحرفي معنويا وماديا، حتى إنه أجر له شقة وأنفق على إكمال تعليمه، وهكذا وهكذا.
على أية حال، اشتد مرض عبد الحليم، ثم توفي بعد سنوات قليلة، وبقدر صدمة المرض فالوفاة، بدأ اهتمام إعلامي خاص بالمطرب الذي حمل اسم عبد الحليم، وجرت استضافته في برامج فنية كثيرة، وسرت شائعة، غير معلومة المصدر، أن عماد هو ابن غير شرعي لأسطورة الغناء، وهو ما منح مسلسل "الضباب"، الذي أدى عماد بطولته سنة وفاة حليم، فرصة كبيرة للنجاح، والانتشار على نطاق واسع، وأصبح اسم "عماد عبد الحليم" منافسا كبيرا لمطربي جيله مثل هاني شاكر ومحمد ثروت، في وقت لم يكن محمد منير ولا علي الحجار قد تمكنوا من إثبات الوجود بعد، ولم يكن مدحت صالح قد ظهر، قبل أن نصل لجيل عمرو دياب.
هذه البداية المثيرة للنجم الصغير لم تكن في صالحه، كان هناك تعجل واضح من شقيقه الأكبر، هو التعجل نفسه الذي جعله يدفع بأنغام للغناء وهي في التاسعة، لكن في حال عماد كان تركيزه فقط على كيفية الدفع بالمطرب الشاب في صدارة المشهد الإعلامي دون التفكير في مشروع فني.
نجح مسلسل "الضباب"، الذي اعتمد على فكرة تحدي اليتم، المستلهمة من حياة عبد الحليم، ليؤدي عماد وقتها مسلسلا عن حياة عبد الحليم مباشرة، حمل اسم "العندليب الأسمر"، ولكنه لم ينجح كسابقه.
انطلق عماد بالقصور الذاتي ليؤدي بطولة أعمال قليلة، منها أفلام سينمائية، وألبومات أشهرها "طريق الأحباب"، عرفت منها أغنيات مثل: في قلبي جرح، وليه يا دنيا حظي معاكي كده. لكن مؤشر النجاح كان يهبط يوما بعد يوم، بعد أن ظهر جيل جديد، له ذوق مختلف، فضلا عن شوشرة كبيرة في أمور شخصية لا نفضل الخوض فيها على أي نحو.
مع مطلع التسعينيات كان عماد يبدو كالمطرب المعتزل رغم أنه بالكاد أكمل عقده الثالث، حتى جاء الرحيل الحزين، في مثل هذا اليوم منذ 18 عاما، حين ترك أصدقاؤه جثته في الشارع، وتركوه ورحلوا.
وربنا يرحم الجميع.
المصدر
نشر يوم الأربعاء, 20 أغسطس 2014