أشرق صباح اليوم واتى علينا بستار
فأحجب ضوء الشمس ونور النهار
ويدي من الصقيع ترتجف
والنسيم العليل يتصاعد كالبخار
ككثيف ليعلو للسماء بأستنفار
وتتشابك ايدى السحاب لتصد قرص
الشمس فتسرق ضوءها بالاحتكار
فنظرت للوجوه فلم أعرفها
ولم أراها من قبل وتاه منى
قلمي في وسط الحوار
والرعد يبصر وبنوره
يكاد يخطف الأبصار
فنظرت للطير فوجدتهم
يحملوا الحقائب للترحال
ليختفوا في عالم أليس للعجائب والأسرار
لنبحث عن عالمنا فأين لخطواتنا أثار
والكون في ظلام حالك كالليل للقمر استدار
ونركض كالوحوش تجوب الوادي
كسؤال بدون إجابة أو استفسار
عالمنا تاه منه البشر وخاب فيه أمل الشطار
الامانى ضاعت منا وغلت زمن الفجار
وجروح تسكن القلب كاسكون الليل للنهار
الأوراق تتساقط وتتطاير من الأشجار
والمر العلقم ينسكب ليسقى أعزب النهار
معاني كلماتنا غرقت وباشت في أعمق البحار
اشترينا الحب ببخث الثمن ومن عملات الدينار
وأصبح الجنية كالورق يشتريه فقط الدولار
كالشعوب تقف وتراهن على طاولة القمار
بعنا السلام وحصلنا على أفضل أسلحة الدمار
وبقينا ننتظر في ساحة ممنوع الانتظار
كشجرة ماتت ولا لجذورها اى ارار
كالشاكوش يدق على الخشب بمسمار
كاتحاد الذرة في التواؤم والانشطار
كالموج يقذف للشاطئ لوءلوء المحار
كالميت لن يفيق ولم يتخذ لحياته قرار
كالضائع والغريق من شده دوار البحار
فهذا ليس عالمنا انه عالم العجائب والأسرار