منقول من أ/ امنية
المحاضرة الأولى
==========
المقدمة
====
أسماء القرءان :
للقرءان نيف و تسعين اسماً و أشهرها خمسة : القرءان – الفرقان – الكتاب – الذكر – النور .
و الحكمة من تعدد أسمائه أن الشيء إذا كثرت أسماؤه دل ذلك على شرفه و علو منزلته . كما أن هذه الأسماء كل منها يدل على معنى في ذاته و إن كانت جميعها تشير إلى القرءان . و أشهرها القرءان و الكتاب و ذلك لحكمة تلازم القراءة و الكتابة لتعلمه ، فهما عنصرا حفظ القرءان الكريم .
التعريف بعلوم القرءان :
هو اسم مركب ، لذلك فالتعريف ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
1- تعريف " علوم " :
و العلوم هي جمع علم و العلم هو نقيض الجهل . و العلم اصطلاحاً هو مجموعة مسائل و أصول كلية تجمعها جهة واحدة ، مثل اللغة و علم النحو و علم الفرائض .
2- تعريف " القرءان " :
و هو لغةً و شرعاً و ليس اصطلاحاً لأن الاصطلاح هو ما أحدثه العلماء و اصطلحوا عليه . هو اسم و ليس فعلاً و لا حرفاً .و هو مشتق من الفعل " قرأ " ، على وزن غفران من غفر . و الهمزة فيه أصلية و النون زائدة ، و هذا تعريفه لغةً .
و شرعاً : هو كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه و سلم و المتعبد بتلاوته .
* كلام الله تعالى : و قد خرج من هذه الكلمة كلام كل الخلق من الملائكة و الإنس و الجن و غيرهم ، فهو كلام الله تعالى فقط .
* المنزّل : فقد خرج منها سائر كلام الله الذي استأثر به عنده أو أنزله على ملائكته للعمل به .
* على محمد صلى الله عليه و سلم : و قد خرج من ذلك ما نزل على غيره من الأنبياء من توراة و إنجيل و زبور ....
* المتعبَد بتلاوته : فقد خرج من ذلك الحديث القدسي و الذي هو كلام الله تعالى لكن لا يُتَعبدُ بتلاوته .
و المتعبد بتلاوته يكون على أمرين :
• أن القرءان هو الذي يُقرأ به في الصلاة دون غيره من كلام الله كالحديث القدسي ,
• أن الثواب على تلاوته لا يعدله ثواب آخر ، حيث إن الحرف عليه حسنة و الحسنة بعشة أمثالها .
الفروق بين القرءان و الحديث القدسي :
1- وقوع التحدي و الإعجاز بالقرءان أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله أو بسورة من مثله ، أما الحجيث القدسي فلم يحدث به تحدي .
2- القرءان منقول كله بالتواتر فمن جحد حرفاً منه فقد كفر . أما الحديث القدسي فمعظمه نقل بالآحادو ليس بالتواتر و منه الصحيح و قليل منه الضعيف ، و منه الحسن .
3- القرءان من عند الله لفظاً و معنى ، بينما الحديث القدسي من عند الله معنى ، و اللفظ من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم .
4- القرءان لا يُنسبُ إلا إلى الله تعالى ، فنقول : قال تعالى : أما في الحديث القدسي فقد نقول : يقول النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن رب العزة .
5- القرءان لا يمسه إلا المطهرون ، أما الحديث القدسي فيجوز أن يمسه غير المطهرين .
6- القرءان تحرم روايته بالمعنى ، أما الحديث القدسي فيمكن روايته بالمعنى .
7- القرءان له رسم خاص و معروف و مضبوط بالشكل و لا يجوز تغييره و متفق عليه ، بعكس الحديث القدسي .
8- شرعت الاستعاذة و البسملة عند تلاوة القرءان دون الحديث القدسي .
9- تسمى الجملة من القرءان " آية " و الجملة من الآيات " سور " و هذا لا يكون في الحديث القدسي .
ما هي أفضل الكتب في علوم القرءان ؟
• لطلاب العلم المتمكنين : الإتقان في علوم القرءان للإمام جلال الدين السيوطي .
• للمبتدئين :
- مباحث في علوم القرءان للشيخ مناع القطان .
- دراسات في علوم القرءان للشيخ الدكتور فهد الرومي .
ما هي أفضل التفاسير ؟
• للمتمكنين : تفسير الطبري .
• للمتوسطين : تفسير ابن كثير .
• للمبتدئين : تفسير السعدي و التفسير الميسر .
متى نقول " شرعاً " و متى نقول " اصطلاحاً " ؟
• شرعاً الكلمات التي وردت على لسان الشرع مثلا كلمة " الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج و القرءان .
• اصطلاحاً : إذا كانت الكلمة كلمة اصطلاحية جاء بها العلماء ليعرّفوا شيئاً معيناً مثل كلمة " علوم " أو كلمة " فرائض " .
المبادئ العشرة لعلوم القرءان
1- تعريف علوم القرءان :
هي مباحث تتعلق بالقرءان الكريم من ناحية نزوله و جمعه و قراءاته و ناسخه و منسوخه و مكيه و مدنيه و غير ذلك .
2- موضوع علوم القرءان :
هو القرءان الكريم من حيث بيان جمعه و نزوله و مكيه و مدنيه و رسمه و قصصه و ناسخه و منسوخه . و حقيقته أنه كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه و سلم و نزل عليه به جبريل عليه السلام .
3- ثمرات علوم القرءان :
• فهم معاني القرءان الكريم بمعرفة أسباب النزول و الناسخ و المنسوخ و المكي و المدني ...
• الدفاع عن القرءان و رد شبهات المغرضين حوله ، مثل ما فعل الشيخ عبد الفتاح القاضي و الشيخ عبد العظيم الزرقاني في كتابه " مناهل العرفان في علوم القرءان " .
• إدراك الجهود العظيمة التي بذلت في حق القرءان منذ نزوله ، بحفظه و تدوينه و العناية به ، و سلوك منهج السلف الصالح في العناية به .
4- فضل علوم القرءان :
فضل القرءان على سائر الكلام كفضل الله تعالى على سائر خلقه . و فضل علوم القرءان متعلق بفضل القرءان الكريم نفسه .
5- أسماؤه :
يسمى " علوم القرءان " و أيضاً " علوم التفسير " و قواعد التفسير " .
6- استمداده :
من القرءان ذاته و من السنة ، و من أقوال الصحابة .
7- حكم تعلمه :
هو فرض كفاية ، إذا قام به البعض الكافي للمسلمين سقط عن باقيهم الإثم .
8- نشأته :
هذا العلم موجود منذ عهد النبي صلى الله عليه و سلم ، فبدايته مع نزول القرءان الكريم : كيف أوحاه الله تعالى إلى جبريل عليه السلام ؟ و كيف نزل به من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ؟ و كيف نزل به جبريل عليه السلام إلى النبي صى الله عليه و سلم ؟ و كيف جمعه الصحابة ؟و كيف أمرهم النبي صلى الله عليه و سلم بكتابته ؟ من هنا بدأت علوم القرءان لكنها لم تكن مدونة في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و دُوِّنت في عهد التابعين .
9- فوائد تعلمه :
• فهم معاني القرءان .
• الدفاع عن القرءان و رد شبهات المغرضين .
• درء التعارض و حل المشاكل التي تنتج عن ضعف الفهم للقرءان .
• المعرفة التامة بالقرءان .
• إدراك الجهود التي بذلت للدفاع عن القرءان و على المسلمين مواصلة ذلك .
10- نسبته : هو أحد العلوم الشرعية .
الصحابة المنقول عنهم التفسير :
أبو بكر و عمر و عثمان و علي و ابن عباس ابن مسعود و أبي بن كعب و أبو موسى الأشعري و زيد بن ثابت و عائشة بنت أبي بكر و عبد الله بن الزبير .
* هل يُعد علم التجويد من علوم القرءان ؟
نعم هو بالمعنى العام من علوم القرءان ، لكن العلماء اصطلحوا على إفراده بفن مستقل لاتصاله بأداء القرءان و طرائقه و كذلك لطوله و تشعبه .
* هل لا بد من معرفة مبادئ اللغة لدراسة علوم القرءان ؟
يجب أن يكون ملماً بها لا متبحراً فيها . أما في علم تفسير القرءان فيجب أن يكون المتعلن متبحراً في اللغة العربية .
الفرق بين القرءان و المصحف :
القرءان الكريم : هو كلام الله تعالى الذي أنزله على محمد صلى الله عليه و سلم مثل " الحمد لله رب العالمين – الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ."
أما المصحف ، فهو هذه الأوراق التي كتب فيها القرءان الكريم ، و الورق و الجلد و التجليد و المداد و غير ذلك هي المصحف .
المدارس التفسيرية في عهد التابعين /
مكة : مدرسة ابن عباس رضي الله عنه ، و نشأ فيها :
• مجاهد بن جبر .
• عكرمة مولى ابن عباس .
• طاووس بن كيسان اليماني .
• عطاء بن رباح .
المدينة : مدرسة أبي بن كعب رضي الله عنه ، و نشأ فيها :
• زيد بن أسلم .
• أبو العالية الريحاني .
• محمد بن كعب القرظي .
الفرق بين تفسير القرءان و علوم القرءان :
في أول الأمر كان تفيسير القرءان جزءاً من علوم القرءان ثم انفك هذان العلمان عن بعضهما لأن علم التفسير صار طويلاً متشعباً و له مناهج و طرق مختلفة .
أما علوم القرءان ، فهي التعريف بالقرءان ، كتاب نزل ، و كيف جمع ، و كيف ضبط ، كيف كتب و كيف وصل إلينا .
مدارس التفسير في عهد التابعين و الفرق بينها :
1- المدرسة المكية :
أنشأها ابن عباس . و تلاميذه :
• مجاهد بن جبر
• عكرمة مولى ابن عباس
• طاووس بن كيسان اليماني
• عطاء بن رباح .
و اشتهرت بالتفسير القائم على الر أي و الاجتهاد و اللغة .
2- مدرسة المدينة :
أنشأها أبي بن كعب و زيد بن ثابت . و تلاميذهما :
• زيد بن أسلم
• أبو العالية الرياحي
• محمد بن كعب القرظي
و اشتهرت بعلم القراءات و السيرة و المغازي .
3- مدرسة الكوفة :
أنشأها عبد الله بن مسعود. و تلاميذه :
• علقمة بن قيس
• عمرو بن شرحبيل
• أبو عبد الرحمن السلمي ( و كان له مقرأة كبيرة ) .
و اشتهرت بالأحكام و الفقه .
4- مدرسة البصرة :
أسسها أنس بن مالك و أبو موسى الأشعري . و كان من تلاميذهما :
• الحسن البصري
• قتادة بن دعامة السدوسي .
و اشتهرت بالمواعظ و التذكير و أحكام الآيات .
بداية عهد التدوين :
من أول العلوم التي دُوِّنت كانت بعض مفردات علوم القرءان سنة 60 هـ ، و يروى أن مجاهد كتب التفسير عن ابن عباس آنذاك . و قد كُتِب في الكثير من موضوعات هذا العلم ، مثل الناسخ و المنسوخ ، غريب القرءان ، أسباب النزول ، نزول القرءان ، جمع القرءان .. الخ ..حتى بلغت 250 مؤلفاً .
أمثلة :