ما بين الياس والرجاء وقف أهل المريضة أمام غرفة الانعاش ، مذبذبين بين حلاوة الأمل ومرارة اليأس ، فتارة يخرج الطبيب قائلاً الحالة فى تحسن فيسأله اهل المريضة بلهفة يعنى فى أمل يا دكتور ؟ ويجيب الدكتور إن شاء الله فى أمل كبير ، يفرح أهل المريضة ويتوجهون إلى الكافيتيريا طالبين عصير ليبلوا ريقهم الذى نشف من طول الانتظار أمام غرفة الانعاش بلا نوم أو طعام ، ثم يعودوا للوقوف أمام باب غرفة الانعاش مرددين الأدعية والآيات متمسكين بالرجاء ، فيخرج الطبيب للمرة الثانية ، يجرون وراءه سائلين خير يا دكتور ؟ ولكن الدكتور يقطب عن جبينه ويقول ربنا معاها لو عدت الأربعة وعشرين ساعة على خير سيزول الخطر بإذن الله ، وعلى هذا الحال يعيش أهل المريضة ، ولكن هناك كلمة أهل المريضة يرجون سماعها ويخافون من سماعها قد كلمة قاسية مؤلمة ولكنها مريحة فى نفس الوقت لأن بعدها سيعرف أهل المريضة مصيرها وسيذهب كل منهم ليعاود ممارسة حياته التى كانت من قبل ، فيعودون لعملهم ونومهم فى فراشهم ، ولا زالت مصر فى غرفة الانعاش ولا زلنا ننتظر أن تزول ساعات أو أيام أو سنين الخطر ، والله وحده يعلم حجم الخطر ومتى سيزول .