لو فاجئنا الدكتور كمال الجنزورى بتدشين وزاره جديده ربما تكون الاولى والاخيره فى التاريخ وسماها وزاره السعاده
فماذا سينتظر الناس من حامل حقيبه السعاده فى الوزاره الجديده خاصه ان السعاده كلمه تحتمل الاختلاف ربما بعدد افراد الشعب
فما يسعد كل فرد يختلف باختلاف طموح وثقافه وظروف هذا الفرد وغيرها من المتغيرات التى قد تختلف عند ذات الفرد بين يوم واخر
وكنت دائما لا افهم لماذا يسبقون لقب الوزير بكلمه سعاده الوزير وكان يلفتنى التناقض بين اللقب والناتج عن هذا اللقب فغالبا
ما يؤدى اداء الوزير وقراراته الى تعاسه الشعب بينما يخاطبه الشعب دائما بلقب سعاده الوزير والاولى ان نلقبه بلقب تعاسه الوزير
وبالطبع حينما يسمى الجنزورى وزير السعاده سيتوقع الجميع فشله حتى لو كان سعاده الوزير عفركوش ساكن مصباح اسماعيل ياسين
وربما يكون من مطالب الشعب من سعاده وزير السعاده ان يساعد فى رحيل رئيس الوزراء الذى كلفه بهذا المنصب الغريب
فهناك من الناس من حكم على الجنزورى بالفشل من باب العناد ليس الا مع المجلس العسكرى الذى لو كلف البرادعى لسمعنا اصواتا تنادى بالجنزورى
وللخروج من هذا الافتراض الخيالى وهو وجود وزير للسعاده فلماذا لا نتخيل ان كل وزير قادم يحاول اسعاد الناس حتى ينطبق عليه لقب سعاده الوزير
فوزير الداخليه لو تحرى الدقه فى اختيار طلاب كليه الشرطه الجدد واهتم بتطوير العمليه التعليميه والتدريبيه لهم بحيث يفهم كل ضابط
انه ابن الشعب فلا يستطيع التجاوز اللفظى او الفعلى فى حق اخوته من ابناء الشعب ولا يفسح المجال لنفسه بالفساد والسرقه تحت منطق السارقين المفسدين
وهو ان مصر امنا فسرقه الام حلال لانها تسامح ابنها السارق ثم يحاول الوزير انقاذ ما يمكن انقاذه بالنسبه لقدامى الضباط وافراد الشرطه
ومحاوله تذكيرهم بدورهم الحقيقى فى حمايه الشعب ويمكنه الاستعانه فى ذلك بطبيب نفسي يخبط كل ضابط قديم على راسه بطريقه معينه تفقده الذاكره الشرطيه
من ايام جمال عبد الناصر فجبروت الشرطه لم يكن وليد عهد مبارك كما يحاول البعض اثبات ذلك
ولو قام وزير الصحه باقناع الاطباء ان دورهم الاساسيى هو علاج المرضى الغلابه فى مستشفيات الحكومه وليس مجرد اثبات الحضور لتقاضى راتبا ضعيفا
ثم يتظاهرون ضده لرفع الراتب حتى يتمكن الطبيب من الاهتمام بمظهره ليتمكن من منافسه باقى الاطباء الشبان فى معاكسه صغار الممرضات
فاخر ما يفكر فيه شباب وكبار الاطباء هو الطب الا فى عياداتهم الخاصه فتجد الطبيب مهتما بكل كلمه من المريض او المريضه
ثم ياتى دور وزير التعليم ليقنع مدرسيه ان دورهم الاساسي هو التدريس وليس السهر فى حانات الدروس الخصوصيه ثم النوم فى الفصول
والتظاهر للمطالبه برفع الرواتب وخفض صوت الجرس الذى يزعجهم ويقلق نومهم فى المدرسه
اما وزير الخارجيه فيحاول تغيير مفهوم الدبوماسيه لدى رجاله واقناعهم ان السفير يقدم بلده خارجيا ويخدم ابناء بلده فى الغربه
ولا يكتفى بحضور حفلات السفارات الاخرى مرتديا افخم الثياب ثم يطالبون بمزايا ماديه ليستطيعوا حضور هذه الحفلات بملابس مناسبه
خاصه انهم يهلكون الكثير من الملابس بسبب الفجعه فى الاكل وقد قال احد الدبوماسيين انه يعرف الدبلوماسي المصرى فى اى مكان من اهتمامه الشديد
وتركيزه فى تناول الطعام لدرجه انه ظن ان الخارجيه المصريه تشترط فى تعيين رجالها ازاله اللوز ليتمكنوا من بلع الطعام بشكل اسرع
من اى جنسيه اخرى فاذا كان هذا حال رجال الخارجيه فماذا لو ارسلنا رجال الامن المركزى لاحدى هذه الحفلات لربما اكتشفوا اختفاء السفير منظم الوليمه
وزوجته وبناته خاصه اذا كان احد رجال الامن المركزى من المثقفين الذين علموا بصحه اكل اللحم الابيض
ثم لو قام وزير الماليه بدوره فى وضع ضوابط انفاق حقيقيه للحكومه والتى اعتقد انها تهدر ما يمكنه بناء مصر من جديد ثم يعلن قرارا تاريخيا بوضع حد ادمى حقيقى للاجور
واخر اقصى ليحقق مفهوم العداله الاجتماعيه بالشكل الذى يضمن قيام كل موظف بدور يلائم ما يحصل عليه
واخيرا رغم بساطه عرض بعض ادوار الوزراء ولكن اشعر ان اخر ما يفكرون فيه حقا هو اسعاد الناس ولو سالت احدهم ما رؤيتك لاسعاد الناس
لاجابك انه يلاحظ فعلا غياب اسعاد يونس عن الساحه الفنيه منذ فتره واتجاهها للسياسه فيبدو ان مفهوم الاسعاد هو الخيال بعينه
ولا ينبغى ان نحلم بوزير للسعاده الا وزيره سعاده المنتدى لولا وهو المنصب الذى كلفتها به الدكتوره وسيمه فى حكومه تسيير اعمال المنتدى فى ظل غياب المهندس مصطفى الدينى