وقعت أحداث هذه المسرحية فى عهد مبارك ، ولا زال هذا العرض مستمراً إلى ما شاء الله مسرحية الطوابير
المشهد الأول : شارع وبه عدة طوابير طويلة ، وهناك شخصان يسيران معاً
ا
لأول : بص يمين ده طابور العاطلين ، خدلك مكان واحجز كمان للعيال اللى لسه جايين ، وبص شمال ده طابور الـ ...
الثانى يقاطعه : عارفه ما تقوليش طبعاً ده طابور العيش ، والغريبة إنه ما بيمشيش ، وياما وقفت فيه علشان أطلعلى بريغيفين ويا ريتهم سُلام إلا كمان محروقين !
الأول : بص هناك فى النص .
الثانى مندهشاً : ودول يطلعوا مين ؟!!
الأول : ده طابور العيانين ، قصدى طابور التأمين
الثانى مستوضحاً : التأمين الصحى ؟!!
الأول منفعلاً : أيوه يا أخى
الثانى مندهشاً : اشمعنى ده اللى فيه ناس قاعدين ؟!
الأول ساخراً : دول اللى ماتوا والباقين لسه منتظرين
الثانى متشائماً : طب يللا بينا من هنا احنا مش ناقصين
الأول : استنى بس يمكن ناخد لنا قرصين فيتامين واللا اسبرين!!
الأول يشير لطابور آخر : بص كمان ده طابور التموين
الثانى بحسرة : بتاع العدس أبو جبه والسمنه البايظه والشاى اللى زى الصبغة وبنكهة الصراصير!
الأول يجز على أسنانه : أسكت بلاش كلام كتير ، تقدر تستغنى عنه أو تقدمه لضيف يكون تقيل ( يضحكا )
*****************************************************
المشهد الثانى : شارع آخر ، مذيعة تليفزيونية معها مصور يحمل كاميرا
المذيعة : الآن أعزائى المشاهدين ننتقل بالكاميرا لنعرف رأى الجماهير فى الطوابير
[color:c534=violet
]المذيعة تسأل احد الواقفين فى طابور العاطلين : قولى يا حاج شايفاك واقف فى طابور العاطلين مع إن لا مؤاخذة شكلك كده عدى الستين ، هو انت لسه عندك أمل فى التعيين ؟!
الحاج يجيب بصوت ضعيف مصحوب بكحه متقطعة : بصى يا بنتى أصل الطابور ده غيه ، فيه باسللى نفسى بدل قاعدة العواطلية !!
المذيعة تنتقل إلى طابور العيشالمذيعة تسأل إحدى السيدات : أنت يا حاجة شايفاكى واقفة فى طابور العيش مع إنك واخده عيش كتير ومغطياه هناك فى القفه ؟!!!
الحاجة : اقولك بصراحة وما تضرينيش ؟
المذيعة : قولى وما تخافيش
الحاجة : أصلى أنا باخده أبيعه لناس تانيين علشان أكسب قرشين أقدر منهم أعيش
المذيعة تعلق بغضب : آه سوق سودة يعنى ، استغلاليين !!
الحاجة ترد بحسرة : أبدأً والله إحنا مضطرين
المذيعة تنتقل لسيدة أخرى : طب وانت يا ستى ليه واخده عيش كتير ؟!
السيدة : طبعاً لازم آخد كتير علشان أنقى منه اللى ممكن يتاكل ، والبايظ منه بارميه للكتاكيت ، يعنى هاعمل إيه ؟!!
المذيعة تنتقل لطابور التأمين الصحى [/color]
المذيعة تسأل أحد المرضى الواقفين فى الطابور:انت ياللى رجليك مش شايلاك إيه حكاية الطابور معاك ؟!
الم
ريض يجيب بصوت متألم حزين : شوفى يا ستى كان عندى سكر بس جالى عليه الضغط والمرارة والقلب .
المذيعة بانزعاج : يا ساتر يا رب ، ودول جولك منين ؟!!
المريض متالماً : من ذل التأمين وزيت التموين ، وزمان قالوا البلاوى ليها الصبر ، وأهى الطوابير بتعلمنا الصبر !
المذيع
ة بحسرة : وانت الصادق بتجيب القهر
المريض باستسلام : أهو كله ليه الصبر .
المذيع
ة تنتقل لطابور آخرالمذيعة : انت يا ستى ممكن أعرف ...
المرأة تقاطعها بحدة : هى ناقصاكى ما كفيانا اللى إحنا فيه !
ال
مذيعة : صبرك على َ شوية خلينى أكمل الجملة .
المرأة بتهكم : لا جملة ولا قطاعى روحى شوفيلك حد غيرى ترغى معاه .
ال
مذيعة متعجبة : يا حول الله هىَ خلقها ضيق كده ليه ؟!!
شخص قادم من بعيد : تعالى يا مدام إيه اللى وداكى الطابور ده بس ؟!!
المذيعة باستغراب : ليه هو ده طابور إيه ؟!
الشخص الغريب : ده طابور العوانس من الجنسين .
المذيعة باندهاش : يااااه ...... كل دول مش متجوزين ؟!!
الشخص الغريب : هم لاقيين ياكلوا لما هيتجوزوا !
المذيعة باستغراب : أمال الزيادة السكانية دى جايه منين ؟!!
الشخص الغريب وقد بدا عليه التوهان ( مسطول ): لا مؤاخذة يا ست السكان مش بيزيدوا دى الأرض هى اللى بتضيق عليهم .
المذيعة مبتسمة : بتقول إيه ؟!!
الشخص الغريب : اللى سمعتيه تصدقيه واللا ما تصدقيه .
المذيعة بجدية : على حد علمى المساحة بتزيد بفضل التعمير الجديد .
الشخص المسطول يضرب على فمه مصطنعاً الخوف : تعمير إيه يا ست عايزة تودينا فى داهية المباحث ماليه الحتة .. عموماً لو خرمانة لسه معايا سيجاره خديها من سكات واتدارى هناك فى الحارة .
المذيعة : أنت فهمت ....
الرجل يقاطعها : لأ ما باحبش أفهم ، هافهم إيه واللا إيه خلينى كده أحسن هاتعب دماغى ليه ؟! آخد السيجارة وأنسى الهم اللى إحنا فيه .
المذيعة : طيب هات .
الشخص الغريب : أجيب إيه ؟
المذيعة : هات السيجاره
الشخص الغريب يعطيها السيجارة ، تاخد منها نفس عميق وتسعل بشدة المذيعة : كح كح كح كح إيه ده هى فيها إيه ؟! إمسك دى فيها بلاوى
الشخص يضحك : هات يعنى هتكون أكتر من البلاوى إللى إحنا فيها ؟!!!!!!
( ستار )