احاديث أحكام : تحريم ترويع المسلمين وشق كلمتهم
د.هاني خليل عابد
قال صلى الله عليه وسلم:«من حمل علينا السلاح فليس منا» رواه البخاري ومسلم (107)، من روائع البخاري، أنّه أورد هذا الحديث في كتاب الديات، وكتاب الفتن، في إشارة إلى أنّ هذا الحديث يعتبر قاعدة وأساساً من الأسس التي يقوم عليها المجتمع المسلم، وهو أنّه يقدّس الحياة الإنسانية ويرفض كل اشكال الاعتداء على الامن في المجتمع ويعتبر استباحة حمل السلاح على الآخرين تؤدي الى مفاسد منها انتشار جرائم القتل والاذى, والأمر الآخر هو أن حمل السلاح على الاخرين يعتبر من الفتن الكبرى، لأنّه من شأن هذا الفعل ارهاب الاخرين، وقلب حياة المجتمع من الاطمئنان الى الفوضى والفساد مما يعطل حياة الناس ومصالحهم ، وأورد مسلم هذا الحديث في كتاب الإيمان، وفي هذا دلالة على أنّ من مقتضيات الايمان ولوازمه صون دما ء الآخرين وعدم الاعتداء عليهم بغير وجه حق شرعي، قال ابن حجر في معنى عبارة فليس منّا أي ليس على طريقنا أو ليس متبعاً لطريقنا؛لأنّ من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه، لا أن يرعبه بحمل السلاح عليه لإرادة قتاله أو قتله.