عماد مطرب الإنسانية

عندما استمع إلى صوت المطرب عماد عبد الحليم أشعر أننى فى المدينة الفاضلة التى تحدث عنها افلاطون التى لا تعرف إلا الحق والخير والجمال ، عماد غنى للإنسانية فى أسمى معانيها ، إختياراته لكلمات الأغنيات كانت إختيارات بالغة العناية والدقة ، فسمو المعانى مع رقة وعذوبة الصوت والألحان صنع إبداعاً فنياً جميلاً يدهش كل من يسمعه ، عماد مطرب يحترم الإنسانية ، فلم يقدم يوماً كلمة خارجة مبتذلة ولم يقدم مشهداً يخدش الحياء ، بل كان شديد الحرص على الرقى الإنسانى ، لقد افتقدنا هذا الصوت وهذا الإحساس الذى كانت تدفق من أغنياته كل معانى الخير والحق والجمال والحب والحنان ، فلم يترك معنى من هذه المعانى السامية ولم يغنى له ، وإن كان رغم قصر عمره الزمنى ، إلا أن عمره الفنى والإبداعى كان طويلاً والحمد لله ، ومعينه لا يجف ولا ينضب ابداً والدليل وجود هذا المنتدى ، الذى أعاد إكتشاف كنوز عماد عبد الحليم الفنية ، وكنت أظننى أعرفها جيداً ولكننى فوجئت بالكثير من الأعمال التى تظهر رويداً رويداً ، صحيح تظهر بصعوبة وبطء ، ولكن هذا يزيدنا شوقاً وتلهفاً لإلتقاطها فور ظهورها ، وعماد يستحق أن نتعب من أجل الحصول على أعماله لأننا نحن الفائزين فى النهاية بالحصول عليها .
وإن كان قدر عماد ان يستفيد منه الجميع ، وأن ينكر عليه البعض حقه ، وأن يعيش عمراً قصيراً وأن يحرم من طفولته وشبابه ، ولكن سيظل عماد فى قلوب الكثيرين من المنصفين ندعوا له جميعاً بالرحمة والمغفرة كلما سمعنا صوته فى أى اغنية من أغنياته يخرج منا الدعاء تلقائياً الله يرحمك يا عماد .
د وسيمة