فيه ناس بتخلق من الامل قوه وناس بتخلق من الدموع سكه
بتمشي عليها بعديهم خلايق مؤمنه بيهم
دنيا دنيا
هى كلمات اغنيه للعندليب عبر فيها عن احزانه التى كانت مصدر قوته الانسانيه
فعبد الحليم رغم ضعف جسده الظاهرى الا انه اقوى كثيرا من داخله
فلقد خلق حليم من دموعه سكه ومن امله قوه وجعل نفسه مثالا فنيا بحتذى
فى تحدى الضعف والدموع والنقد والاحباط والمحبطين
واعتقد ان عبد الحليم حافظ كان يعتقد ان الصبي عماد عبد الحليم
لديه موهبه الحزن والشجن وانه بحزنه العميق المتاصل من طفولته
استشعر ان هذا الصبي لديه الحزن العندليبى الفطرى الراقى الجميل
لذلك عندما تسمع الى الغناء الحزين من عبد الحليم او عماد تشعر ان هناك شيء مختلف
يميزهما عن اى مطرب اخر يدعى الحزن واذكر كلمه للاستاذ انيس منصور عن هانى شاكر
ذلك الفنان الكبير والمحترم ولكنه قال لا اصدقه فى الغناء الحزين فهو يغنى ووجهه مثل القمر!!!
وقد رايت مره المطرب الكبير محمد ثروت يغنى قارئه الفنجان وهو فى قمه السعاده والنشوه
العرافه تخبره بمصير مظلم وطريق مسدود وهو فى منتهى السعاده وكما قلت لما تسمع قارئه الفنجان
من مطرب اخر غيرحليم ثم عماد تشعر انه ليس صاحب الفنجان !
والغريب فى حزن عبد الحليم وعماد انه حزن يجعلك متوحدا معهم فى الحزن وفى نفس الوقت
يجعلك سعيدا فانا كنت اسمع عماد وانا حزين ثم وانا سعيد ثم اختلط عندى الحزن بالسعاده
واعتقد ان عماد عبد الحليم ظل طول عمره يهرب من حزنه بمصاحبه الساقطين
وتعاطى المخدرات ولو كان لديه ناصحا سواء من اهله اواصدقائه لربما نمى فيه الوازع الايمانى
بشكل جعل من حزنه دافعا للتميز والابداع فقط دون الهروب من المواجهه
وعماد كان اضعف من عبد الحليم كشخصيه وكثقه فى نفسه وموهبته
فحليم ظل متماسكا ومؤمنا بدوره وقيمته رغم كل انواع الحروب والانتقادات التى مارسها كارهوه معه
ومن مذكرات يوسفوهبى مثلا انه شاهد حليم فى بداياته والجمهور يسخر من نحالته وضعف صوته
وطول المقدمه الموسيقيه لاحدى الاغانى ولكن حليم اصر على اكمال الموسيقى وادى الاغنيه
دونما اى اهتزاز فقال وهبي لجلال معوض سيكون فنانا كبيرا هذا الفتى صغير الجسم
رحم الله العندليبين حليم وعماد وتجاوز عن سيئاتهما وسائرالمسلمين