المتامل فى الحياه الفنيه وخاصه الغنائيه قد تصيبه الدهشه من احوال الغناء
ومقاييس النجاح والشعبيه والاسطوريه فليس دائما كل ناجح لديه مقومات النجاح
وليس كل فاشل اقل من الناجحين ولكن دائما يظل هناك سبب خفى قدلايعرف احد تفسيره
وقد يحاول البعض التفلسف والتحليل ووضع النظريات الجامده فى غير موضعها
فالفن وتعاطى الفن مرتبط بالاحساس الذى لايمكن تدريسه او تذوقه اكاديميا
فلو تاملنا قصص اساطير الغناء نجد ان ام كلثوم قد تكون الوحيده التى جمعت بين
التفوق الفنى المطلق والتفوق الشعبي والجماهيري ولكن هذه التفوق الشعبي تاثر برحيلها وتناقص
تدريجيا مع مرور الزمن
اما الاسطوره عبد الحليم حافظ فقد حير الجميع فهوبالمقاييس الفنيه ليس الافضل
ولم يكن اكمل الاصوات او اعلاها مقدره وامكانيات ولكن حليم كان صاحب السبق
فى تاصيل فكره تفوق الاحساس والذكاء على الاسس الفنيه بل وصل بذكائه
الى تغيير مفهوم الغناء وكان سببا فى تحول ام كلثوم نفسها وعبد الوهاب
من مدرسه التطريب كغايه الى التطريب كوسيله لتوصيل الاغنيه للمستمع
وكثيرا ما ظهرت اصوات حول حليم تحاول منافسته ولم يستطع احد مزاحمته جماهيريا
حتى الان عبد الحليم مازال الاول ومازال يكتسب العشاق والمستمعين الجدد
واعتقد ان كل الشائعات حول حليم ومحاربته للاصوات الصاعده كانت مجردد حجج واهيه
لمن لم يستطع مزاحمه العندليب الذى انتقل بالمطرب من مجرد مغنى يردد ياليل ياعين
الى فاعل رئيسي ومؤثر فى حياه الناس ونظرتهم لبلادهم ولاحوالهم
وكان من الطبيعى حين يبحث الناس عن اسطوره اخرى يبتعدون عن تلامذه عبد الحليم
فالاستاذ يعيش فى الوجدان فكيف يمكن اعتبار هانى شاكر اسطوره او عماد عبد الحليم اسطوره
واول خاطر لدى الناس حينما تذكر اسماؤهم انهم خلفاء العندليب
وعماد عبد الحليم كصوت رومانسي وحساس يستطيع التسلل الى قلب اى مستمع لديه قلب
ولكن نفس المستمع يندهش لماذا لم يصل عماد الى الشهره التى توازى هذا الاحساس
ويبدا فى البحث عن حياته ويعرف الكثير الذى يفسر لماذا لم يصبح عماد اسطوره الاحساس
اسطوره جماهيريه فلموهبه وحدها لاتكفى
ثم نحن الان فى عصر الاسطوره عمرو دياب الذى فشل كا من حاول منافسته فى الاستمرار
فاين على حميده ومحمد فؤادوايهاب توفيق ومصطفى قمر وراغب علامه
كل منهم عاش وهم المنافسه الديابيه فتره وكان عمرو دائما هوالمستفيد والمنتصر
واشعر ان عمرو يخلق المنافسه برغبته ليستعرض شعبيته
فكيف نتصور منافسه من شاب اسمه تامر حسنى صحيح لديه موهبه ولكن ماذا قدم
لتنشا حربا فنيه بينه وبين عمرو دياب
لقد لعبت الحياه لعبتها مع الجميع ودائما الجمهور هوصانع الشعبيه
هو الذى يختاروقد يختار على اساس من الحظ والعشوائيه كما حال برنامج رزان
لعبه الحياه !
وهذا البرنامج اعتبره نوع من القمار واندهش من الاصرار على تواجده فى قناه الحياه
ولكن لابد من الاعتراف بان الحظ من مكونات الحياه