نجوم "الأعمار القصيرة" و"الأعمال الخالدة".. عاشوا حياة قصيرة، وعمراً فنياً طويلاً

من العجائب ان العندليب الأسمر عبدالحليم، وتلميذه في الغناء عماد عبدالحليم رحلا في "ربيع العمر" لكن مع اختلاف اسباب وظروف الموت.. فقد كان عبدالحليم الذي ولد بمحافظة الشرقية في 21يونيو 1929واحداً من ابرز واهم مطربي جيله والاجيال التالية ايضاً، استطاع ان يشق طريقه الشائك في ظل منافسة شرسة جداً مع عمالقة الطرب الاصيل.. فقد غنى في وجود الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، ام كلثوم، فريد الاطرش، فايزة احمد، وردة الجزائرية وغيرهم من عباقرة الغناء، ورغم ذلك تميز باحساسه الصادق في الغناء وذكائه الفني وموهبته الصوتية الجميلة، وقدم عشرات الاغاني الخالدة بدءاً من "صافيني مرة" انتهاء "بقارئة الفنجان" ومروراً بأهواك، بلاش عتاب، مغرور، جبار، نار يا حبيبي نار، بتلوموني ليه.. وغيرها من الاغاني التي تشجي عشاق الطرب الاصيل على مر العصور والاجيال. كما شارك العندليب في افلام كثيرة وقام بدور البطل وادى باحساس مرهف افضل من الممثلين المحترفين ومن اهم تلك الافلام ، شارع الحب، أبي فوق الشجرة.. ورغم صراعه الطويل مع المرض لم يكن "حليم" يهدأ فنياً وطاف معظم دول العالم ليقدم فنه الجميل حتى وافته المنية في 30مارس عام 1977قبل ان يكمل عمره
أما تلميذه المطرب عماد عبدالحليم علي سليمان الذي منحه العندليب لقبه واصبح اسم شهرته عماد عبدالحليم.. فقد مات في ظروف مختلفة تماماً عن استاذه ومكتشفه.. ولد عماد في الاسكندرية عام 1960، والده موظف بسيط يلحن بعض الاغاني باذاعة الاسكندرية، وعندما اكتشف عماد ومن حوله من الاهل والاصدقاء جمال صوته بدأ يغني على مسرح بمحطة الرمل مقابل 30قرشاً في الليلة ليساعد اسرته على المعيشة اذ كان له سبعة اشقاء من بينهم الموسيقار الحالي محمد علي سليمان والد المطربة انغام، وبالمصادفة غنى عماد ذات ليلة في فرح أحد اصدقاء عبدالحليم حافظ الذي حضر الاحتفال واعجب بصوت عماد وقرر ان يتبناه فنياً، وشجعه على الدراسة في معهد الموسيقى العربية، وقدمه للجمهور في حفل الربيع 1973ثم اشركه بعد ذلك في كل حفلاته وتبناه مادياً ايضاً، واصبح عماد يقلد أستاذه عبدالحليم في طريقة غنائه وكلامه مع الناس وتقمص شخصيته تماماً واكد الفتى الصغير انه تعلم من العندليب الصبر والاصرار والدقة والاخلاص في العمل ورحل العندليب تاركاً عماد الذي بلغ من العمر 18عاماً ليواجه شائعات مغرضة بأنه ابن غير شرعي لعبدالحليم حافظ خاصة مع تشابه ملامحهما.. واشتهر عماد الى حد بعيد بسبب تلك الشائعات فأصبح متعهدو الحفلات يطلبونه بالاسم لاستثمار تشابهه مع عبدالحليم في اقبال الناس على حفلاته، لكن اصدقاء السوء عرفوا طريقهم بسهولة الى هذا الشاب المراهق، وتعرف عماد من خلالهم على أسوأ نساء المجتمع ففقد توازنه واتجه للمخدرات فأصبح مدمناً لها حتى قضت عليه، وعثر على جثته ملقاه على ناصية شارع البحر الأعظم بالجيزة حيث كان يقيم بتلك المنطقة، وتبين انه كان زبوناً دائماً لوكر مخدرات يديره "محام" شاب بالمطرية القت الشرطة القبض عليه فيما بعد.. وقبل رحيله عام 1995كان عماد قد ترك مجموعة من الاغاني الجميلة التي تتردد على الالسنة حتى الآن اشهرها "ليه حظي معاكي يا دنيا كده"، مهما خدتني المدن، بعدين وياكي، راجع، طريق الاحباب، مسيك بالخير، يريد الله، عجيب الحب جداً، سفينة رسيت على المينا.. وكان اول البوماته يحمل اسم "الوان".. وشارك بالتمثيل في 4افلام هي كرامتي، حياتي عذاب، الاخوة الغرباء، عذاب الحب.. كما شارك بالتمثيل والغناء في مسلسلات الضباب، العندليب.. وفي مسرحيات خيل الحكومة، للسيدات فقط، نعم ولا..
وفي الفترة الزمنية التي اشتهر فيها عماد عبدالحليم وذاع صيته، كان هناك مطرب آخر اشتهر بلون مختلف على الساحة الغنائية هو مطرب الشباب او صوت المرح كما اطلقوا عليه هو عمر فتحي الذي ولد في 11فبراير 1952ورحل في 28سبتمبر 1986عن عمر يناهز 34عاماً. وكانت اول اغنياته "اتقابلوا ناس كتير" عام 1977وبعدها بثلاث سنوات فقط اكتشف الاطباء اصابته بضيق في الشريان التاجي وان قلبه في خطر، وربما يموت فجأة مع أي انفعال وهذا ما حدث له بالفعل بعد ان ترك رصيداً محدوداً من الاعمال الفنية لكن ذات قيمة كبيرة، ومن اهم واشهر اغنياته "على ايدك"، على سهوة.. وقد اشترك في بطولة مسلسل حسن ونعيمة، سفينة العجائب، ثم مسلسل سيدة الفندق مع يسرا وكمال الشناوي..
وكان عمر فتحي اول من غنى بالقميص والبنطلون وليس "البدلة" التقليدية وسط ابناء جيله، واولهم في اداء الاغنية الاستعراضية ايضاً.. وقد اكتشفه الاذاعي والشاعر الكبير عمر بطيشة وتحمس له الشاعر والفنان الراحل صلاح جاهين..

المصدر جريده الرياض
http://www.alriyadh.com/Contents/03-03-2003/Mainpage/Thkafa_4607.php

نفس قصت المخدرات التي لحقت بعماد متواصله ولاحول ولا قوة الا بالله ومشو علي درب غيرهم بنفس الكلام ويا بخت الميت المظلوم هو عند ربه في رتبة شهيد

تسلم ايديكى اختى العزيزة على هذا الموضوع عن هؤلاء المطربين العمالقة يرحمهم الله واسكنهم فسيح جناته ونتمنى ان تظهر المسرحيات اللى عملها الكروان عماد عبد الحليم يرحمه الله الى النور فانا نفسى اوى اشوفها

شكرا لك على هدا الموضوع

المقال يتحدث عن فترة مهمة جدا بل ومحورية وهي التحول الذي حدث لعماد
ففي بدايته كما يقول وكما اعرف من كبار السن انه في بدايته كانت المسارح تهتز وتنتظر على شوق عماد بل كان كلمة سر لنجاح الحفلات وكانت اغانية جميله تناسب المسرح الطربي الاغاني الطويلة ذات الجمل اللحنيه الطربيه وطبعا يقف ورائها ملحنين كبار وكتاب عظام حتى ملامحه وادائه على المسرح كل هذا فجأه اختلف بل تلاشى تماما فاصبحة ملامحة سابقه لسنه صوته لم يعد كما كان مع صغر سنه بل كان من المفترض ان تكون تلك المرحلة العميرة هي فترة نضج عماد صوتيا وفنيا
حتى لو وضعنا اللوم على اخوه الموسيقار محمد علي سليمان بعدم اهتمامه بعماد وتركه له وعدم الاعداد الكافي لحفلاته ايضا اللوم على عماد تفسه فكان يشتهر عنه الا مبالاه كما قال مفيد فوزي فلو كان اهتم و اظهر للفنانين الكبار اهتمامه بالحفلات والالحان الخاصه بهم لكان اول من سوف يقومون براعيته فنيا باعطائه اجمل الالحان كما كان يحدث مع فرقة احمد فؤاد حسن عندما كان يشدو امامهم الكروان وكان ينبعي عليه ترك هذه الصحبه الفاسده لكان استمر على نفس خطوات النجاح الثابته البوم " الوان " وما تلاه وما سبقه من الحان وافلام هي فترة عماد الذهبيه فلو استمر على ذلك للحق باستاذه ولو بشيء يسير في اذهان الناس