فوانيس رمضان .. من مظاهر الثقافة الشعبية الدينية

فوانيس رمضان .. من مظاهر الثقافة الشعبية الدينية

أصبحت فوانيس رمضان أشبه بالطقس الشعبي الممتع خلال هذا الشهر الفضيل والمحبب لدى الجميع.. فقد صرنا نراها معلقة في البيوت والمحلات والمطاعم.. الخ منذ أكثر من عشر سنوات ماضية.. وهذا الطقس الرمضاني المفرح والمبهج أخذ بالانتشار سنة بعد سنة وبشكل ملفت للنظر في وطننا وبالذات في المدن ومنها عمان العاصمة.
هذا وقد تحولت وظيفة الفانوس والذي كان يوضع قديماً في البيوت والمساجد لاضاءتهما في الليل الى وسيلة من وسائل الفرح بحلول شهر رمضان المبارك وبالذات لدى الاطفال الصغار.
اما عن تطور الفانوس منذ القدم - وفانوس كلمة رومانية معناها مشعل - فقد كان يضاء قبل آلاف السنين بسائل الزيت قبل اختراع الشموع ثم تطور الى ان صار يضاء بسائل الكاز ثم أخيراً بالكهرباء والبطاريات الجافة.
هذا وتباع من هذه الفوانيس الرمضانية في عمان مثلاً عدة أشكال وأحجام وأنواع منها الكبير والمتوسط والصغير جداً.. وأيضاً تختلف المواد المصنعة منه, وتختلف أسعاره تبعاً لذلك.. لكن التاريخ يذكر ان ابتكار فوانيس رمضان يرجع الى التراث المصري الاسلامي وذلك قبل اكثر من الف سنة.. وقصة ذلك ان حاكم مصر الخليفة المعزلدين الله الفاطمي عندما قدم الى القاهرة لاول مرة من بلاد المغرب العربي.. استعد أهل القاهرة لاستقبال الخليفة الجديد والذي أوصى وزيره وقائد جيشه جوهر الصقلي ببناء القاهرة والجامع الازهر.. وكان استعداد اهالي القاهرة لاستقبال المعزلدين الله الفاطمي استقبالاً رائعاً حيث تزينت كل الاحياء والطرقات والبيوت بالزينة ومنها الفوانيس والمشاعل والتي حمل بعضها الاهالي ليلاً لاستقبال خليفتهم القادم للاستقرار في القاهرة وكان ذلك في شهر رمضان.. ومنذ تلك المناسبة فقد اعتاد الناس في مصر على صنع الفوانيس واضاءتها ليلاً وبالذات في شهر رمضان المبارك من كل سنة.. وتمسك الاطفال بالدرجة الاولى بهذه الزينة الجميلة (الفانوس الملون والمزركش) حيث كانوا يحملون تلك الفوانيس في ليالي رمضان ويدورون بها فرحين في الحارات وهم ينشدون ويغنون الاناشيد والاغاني الدينية والشعبية الجميلة.. كذلك يرافقون المسحراتي ليلاً اثناء قرعه الطبل مع فوانيسهم يرددون وراء المسحراتي ما يقوله من عبارات. ومن العبارات التي كان ينشدها الاطفال والصبيان قديماً ليلاً بعد الافطار في الحارات علهم يكسبون بعض الحلوى والمكسرات من البيوت مثلا:
وحوي يا وحوي أيوحا
رمضان كريم ايوحا
بنت السلطان طعمتنا رمان ايوحا
حلوا ما حلوا حلوا الكيس
واعطونا صحنين بقلاوة
جايي ستي جايي حاملة العصاية.. الخ
اما في ايامنا الحاضرة هذه فقد انتشرت تلك الفوانيس في عدد من البلاد العربية غير مصر وبشكل قليل في كل من الاردن وسوريا ولبنان وفلسطين.. لكن المدهش ان دولة ليست اسلامية مثل الصين قد دخلت على خط الفوانيس الرمضانية وذلك بشكل صناعي فقط - أي ان الصين تصنع تلك الفوانيس وتصدرها لبعض الدول الاسلامية والعربية ومنها البلاد المذكورة سابقاً.. حتى ان الفوانيس الصينية قد اصبحت تنافس الفوانيس المصرية بشكل مذهل!!! وذلك راجع الى رخص ثمن تلك الفوانيس والتي اصبحت تصنع عندهم باشكال ومواد جديدة بسيطة مثل البلاستيك والتي تضاء بالكهرباء او البطاريات الجافة.. وقد اصبحت أشبه بلعبة او عروسة للاطفال الصغار.
وفي عمان بالذات تنتشر تلك الفوانيس في بعض محلات الهدايا وأسواق التحف الشرقية وفي بعض المكتبات وبعض الورش الصناعية القليلة وذلك باشكال واحجام واسعار متفاوتة جداً!!!
فالفانوس المصري التقليدي الشعبي المصنوع من الصاج والزجاج الملون وكذلك السوري والاردني ثمنه مرتفع حيث يشتريه البعض لوضعه في ليالي رمضان في البيوت او في مداخل البيوت والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية الاخرى لاضفاء جو من الجمال والروحانية.
بينما الفوانيس الصينية او الهندية الزهيدة الثمن فيشتريها الآباء والامهات لاطفالهم الصغار للعب والتسلية بها والتي لا تدوم لاكثر من عدة ايام فهي استهلاكية لا تعمر.

» التفاؤل.. ميزة دينية وانسانية يمكن اكتسابها في رمضان .. ماذا يقدم صيام رمضان المبارك للانسان ..؟
» فى ذكرى رحيل ملك الاغنية الشعبية محمد رشدى رائعته مع العملاقة شمس البارودى فرقة المرح نسخة كاملة
» من روائع المسلسلات الدينية محمد رسول الله الجزء الثانى -متجدد يوميا
» العندليب ومن اروع الادعية الدينية عالتوتة والساقية
» رمضان